يمثل الإرهاب البحرى تهديدًا مرهقًا لكل من السفن المدنية والعسكرية، ويتضاعف التهديد بسبب التعاون بين المجرمين والإرهابيين، فالجماعات الإرهابية طورت معرفتها بتكنولوجيات الملاحة الحديثة على نحو ملحوظ، وابتكرت تكتيكات جديدة لتحدّى القوات البحرية، وشنت هجومًا ناجحًا على ناقلات النفط وسفن أخرى، بالإضافة لتنفيذها عمليات استهدفت سفنًا حربية تخضع لحماية مشددة، والبنى التحتية للموانئ ومحطات تسليم النفط، وقد ازدادت أهمية المضايق والممرات البحرية اليوم أكثر من أى وقت مضى؛ بسبب التهديدات المتصاعدة للملاحة عبرها، على خلفية حالة الاحتقان والتأزم فى العلاقات بين دول الإقليم من جهة وبين بعض القوى الإقليمية والقوى العظمى من جهة أخرى، وتتعاظم تلك الأهمية بالنظر إلى الثروات الهائلة من البترول والغاز الطبيعى التى تزخر بها المنطقة العربية، ولأهمية إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمى؛ ولعل ذلك ما يفسر اهتمام القوى العظمى والقوى الإقليمية على حدٍ سواء بأمن الممرات البحرية، وسعيها لإطلاق مبادرات وإنشاء تحالفات لتأمينها، كما تعد المضايق والممرات البحرية فى الخليج العربى وبحر العرب والبحر الأحمر، الأخطر من حيث التهديدات الأمنية، والانعكاسات السلبية لذلك على الأمن القومى العربى برمته، وعلى الاقتصاد العالمى أيضًا، ويصنف مضيق “هرمز” ثانى أهم المضايق فى العالم وأكثرها ازدحامًا، إذ يمر عبره حوالى 40% من الصادرات النفطية، أما مضيق “باب المندب” فهو ثالث أهم مضيق للشحن فى العالم، إذ ينقل عبره حوالى 4 ملايين برميل نفط يوميًّا، كما تمر به نحو 20 ألف سفينة سنويًّا تمثل 10% من حجم التجارة العالمية، وتعمق تداعيات الأزمة تنامى العمليات الإرهابية بالمنطقة خاصة باليمن، والتى تلقى بتأثيراتها على الأوضاع الميدانية بالأزمة اليمنية، وكذا على معدلات الأنشطة البحرية فى منطقة بحر العرب والخليج، خاصة مع تعدد التهديدات التى تواجه تلك البقعة الساخنة من العالم.
لقراءة العدد السادس من المرصد بالكامل اضغط هنا