بقلم السفير : محمد الصوفي
عادت حركة المرور إلى حالتها المعتادة حول مقر الرئاسة في واغادوغو عاصمة بوركينافاسو، فقد غادرت السيارات المسلحة والمدرعات الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي وعادت إلى ثكناتها غير بعيد من الموقع وما زالت الأمور غامضة بالنسبة للمراقبين رغم أن ناطقا باسم السلطات قال إن إطلاق النار الذي تم سماعه بصفة مكثفة مساء 29 ليل 30 من مارس حول مقر الحكومة الذي يقيم فيه النقيب ابراهيم اتراوري كان يتعلق بإطلاق نار تحذيري لسيارة كانت تحاول المرور من ذلك المكان.
و كان إطلاق نار مكثف و بمختلف الأسلحة قد أثار الرعب في شوارع العاصمة خاصة أنه حدث في الساعات الأولى الليل أي في حدود الساعة التاسعة حسب التوقيت المحلي.
التصريحات التي أدلى بها للإعلام بعض الأشخاص المقيمين في المساكن المحيطة بالموقع تفيد بأنهم سمعوا إطلاق نار مكثف بأسلحة رشاشة تخللته طلقات بمدافع ثقيلة حسب ما أكده أحد الصحفيين الذي لم يستطع التأكيد على أن إطلاق النار كان من طرف واحد أم بين أطراف متعددة تتبادل إطلاق النار.
لكن المتحدث أكد أن مبنى الإذاعة والتلفزيون تم تطويقه على الفور ولم يرجع الموظفون والعاملون في الإذاعة والتلفزة إلى منازلهم إلا في الساعات الأولى للصباح. وفور سماع إطلاق النار وتناقل الخبر في أرجاء العاصمة واغادوغو خرج مئات الأشخاص قاصدين ساحة الأمة من أجل المرابطة هناك، حسب تعبيرهم، للتأكد من أن الأمور تسري على ما يرام بالنسبة للنقيب ابراهيم اتراوري معربين عن استعدادهم للتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عنه.
وقد جاءت هذه الأحداث في ظل حالة الطوارئ والتعبئة العامة التي أعلنها قائد المجلس العسكري منذ أيام ويبدأ العمل بها يوم 30 من مارس الحالي أي أن الأحداث جاءت ساعات قليلة قبل حلول موعد العمل بحالة الطوارئ في بوركينافاسو.
المراقبون في عين المكان يتحدثون عن هدوء حذر وعن ترقب في العاصمة واغادوغو التي عرفت العديد من الانقلابات خلال أقل من سنتين حيث كان العساكر يطيح بعضهم بالبعض الأخر في حين يجري الحديث عن إخماد محاولات انقلابية عديدة وما زال المراقبون ينتظرون المزيد من المعلومات حول ما جرى بالفعل ليلة الخميس الماضية مساء الأربعاء 29 مارس.