بقلم د. أيمن سلامة
أستاذ القانون الدولي العام
مناطق الملاذ الآمن فى النزاعات المسلحة هى مناطق يمكن للمدنيين اللجوء إليها هربًا من العنف والاضطهاد، وقد تشمل معايير إنشاء مناطق الملاذ الآمن ما يلى:
نزع السلاح: قد تكون المنطقة منزوعة السلاح، مما يعنى أنه لا يُسمح بدخول أسلحة أو قوات عسكرية إلى الداخل من جانب أطراف النزاع المتحاربة.
المراقبة الدولية: يمكن مراقبة المنطقة من قبل مراقبين دوليين محايدين لضمان حماية المدنيين.
المساعدة الإنسانية: قد يُسمح للمنظمات الإنسانية بالعمل فى المنطقة لتوفير الغذاء والماء والمأوى والمساعدة الطبية للمدنيين.
أنشئت مناطق الملاذ الآمن فى عدد من النزاعات المسلحة، بما فى ذلك البوسنة والهرسك ورواندا وسوريا، ومع ذلك، لم تكن ناجحة دائمًا، وفى بعض الحالات، تعرضت مناطق الملاذ الآمن للهجوم من قبل أطراف النزاع، وقُتل أو أصيب مدنيون، وفى حالات أخرى، استخدمت أطراف النزاع مناطق الملاذ الآمن لاحتجاز المدنيين أو طردهم.
مناطق الملاذ الآمن يمكن أن تكون وسيلة فعالة لحماية المدنيين، ولكن فقط إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، كما حدد عدد من التحديات التى يجب معالجتها من أجل جعل مناطق الملاذ الآمن أكثر فعالية، بما فى ذلك:
ضمان سلامة المنطقة: يجب أن تكون مناطق الملاذ الآمن آمنة من هجمات جميع أطراف النزاع، وقد يتطلب ذلك تدخلًا عسكريًا دوليًا لفرض نزع السلاح فى المنطقة وردع الهجمات، وإذا لم تكن منطقة الملاذ الآمن آمنة، فقد يتعرض المدنيون للخطر، وقد يُقتلون أو يُجرحون أو يُجبرون على الفرار.
هناك عدد من الطرق لضمان سلامة منطقة الملاذ الآمن، وأحد الطرق هو نشر قوات حفظ السلام أو مراقبين دوليين لضمان احترام حياد المنطقة.
طريقة أخرى لضمان سلامة منطقة الملاذ الآمن هى فرض نزع السلاح فى المنطقة، ويمكن القيام بذلك من خلال اتفاق بين الأطراف المتنازعة أو من خلال تدخل عسكرى دولى.
فيما يلى بعض الخطوات المحددة التى يمكن اتخاذها لضمان سلامة منطقة الملاذ الآمن:
- نشر قوات حفظ السلام أو مراقبين دوليين لضمان احترام حياد المنطقة.
- فرض نزع السلاح فى المنطقة.
- اتخاذ تدابير لردع الهجمات على المنطقة، مثل استخدام أنظمة الدفاع الجوى أو إنشاء منطقة عازلة.
ضمان حياد المنطقة: يجب أن تكون مناطق الملاذ الآمن محايدة وغير مستخدمة لأغراض عسكرية، وهذا يتطلب التخطيط والتنسيق الدقيق مع جميع أطراف النزاع.
مناطق الملاذ الآمن يجب أن تكون محايدة وغير مستخدمة لأغراض عسكرية وهذا مهم لضمان حماية المدنيين الذين يلجأون إلى هذه المناطق.
إذا كانت منطقة الملاذ الآمن غير محايدة، فقد تصبح هدفًا للهجمات العسكرية وهذا يمكن أن يعرض المدنيين للخطر ويجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية الوصول إليهم.
هناك عدد من الطرق لضمان حياد منطقة الملاذ الآمن، أحد الطرق هو إنشاء منطقة آمنة حول المنطقة، يمكن القيام بذلك عن طريق وضع علامات على المنطقة أو إنشاء منطقة عازلة حولها.
طريقة أخرى لضمان حياد منطقة الملاذ الآمن هى التنسيق مع الأطراف المتنازعة، ويمكن أن يشمل ذلك الاتفاق عدم شن هجمات عسكرية على المنطقة أو عدم استخدامها لأغراض عسكرية.
فيما يلى بعض الخطوات المحددة التى يمكن اتخاذها لضمان حياد منطقة الملاذ الآمن:
- إنشاء منطقة آمنة حول المنطقة.
- التنسيق مع الأطراف المتنازعة لضمان عدم شن هجمات عسكرية على المنطقة أو عدم استخدامها لأغراض عسكرية.
- نشر قوات حفظ السلام أو مراقبين دوليين لضمان احترام حياد المنطقة.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن ضمان أن تكون مناطق الملاذ الآمن محايدة وآمنة للمدنيين.
ضمان إمكانية الوصول إلى المنطقة: يجب أن تكون مناطق الملاذ الآمن متاحة للمدنيين الذين يحتاجون إلى الحماية، وقد يتطلب ذلك إنشاء ممرات آمنة للمدنيين للوصول إلى المنطقة وتوفير المساعدة فى مجال النقل.
هناك عدة طرق لضمان إمكانية الوصول إلى مناطق الملاذ الآمن، أحد الطرق هو إنشاء ممرات آمنة للمدنيين للوصول إلى المنطقة، كما يمكن القيام بذلك بالتنسيق مع الأطراف المتنازعة أو من خلال جهود الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية الأخرى.
طريقة أخرى لضمان إمكانية الوصول إلى مناطق الملاذ الآمن هى توفير المساعدة فى مجال النقل، ويمكن القيام بذلك من خلال توفير حافلات أو سيارات إسعاف أو طائرات لمساعدة المدنيين على الوصول إلى المنطقة.
من المهم أيضا أن تكون مناطق الملاذ الآمن آمنة للمدنيين، يجب أن تكون هذه المناطق محمية من الهجمات العسكرية أو أى شكل آخر من أشكال العنف.
فيما يلى بعض الخطوات المحددة التى يمكن اتخاذها لضمان إمكانية الوصول إلى مناطق الملاذ الآمن:
- التنسيق مع الأطراف المتنازعة لإنشاء ممرات آمنة للمدنيين للوصول إلى المنطقة.
- توفير المساعدة فى مجال النقل للمدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة فى الوصول إلى المنطقة.
- اتخاذ تدابير لضمان سلامة مناطق الملاذ الآمن من الهجمات العسكرية أو أى شكل آخر من أشكال العنف.
الطوعية : يجب على المدنيين الدخول والخروج من المنطقة التطوعية، هذا يعنى أن الأطراف المتنازعة لا ينبغى أن تعيق دخول المدنيين إلى المنطقة أو دخولهم إليها.
المنطقة التطوعية هى منطقة يتفق فيها الأطراف المتنازعون على السماح للمدنيين بالوصول إليها بحرية، وهذا يعنى أن المدنيين يجب أن يكونوا قادرين على الدخول والخروج من المنطقة دون عوائق أو مضايقات من قبل الأطراف المتنازعة.
فى سياق النزاع المسلح، يمكن أن تكون المنطقة التطوعية أداة مهمة لحماية المدنيين، فهى توفر لهم ملاذا آمنا للهروب من العنف أو للحصول على المساعدة الإنسانية.
من المهم أن تتذكر أن المنطقة التطوعية هى منطقة إنسانية يجب أن تكون مخصصة لحماية المدنيين، وليس لاستخدامها لأغراض عسكرية.
ومن المهم أن نلاحظ أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لمشكلة حماية المدنيين فى الصراعات المسلحة، قد تكون مناطق الملاذ الآمن خيارًا مناسبًا فى بعض الحالات، لكنها ليست ممكنة أو فعالة دائمًا.
وفى حالات أخرى، قد تكون التدابير الأخرى، مثل الممرات الإنسانية أو وقف إطلاق النار، أكثر فاعلية.
وشهدت النزاعات المسلحة المختلفة منذ تسعينيات القرن الماضى الحالات التى أخفق فيها أطراف النزاع المسلح والمجتمع الدولى فى إنشاء المناطق الآمنة، وهناك العديد من الأمثلة الصارخة غير الحصرية التى توضح بعض أبرز حالات الإخفاق فى إنشاء مثل هذه المناطق:
أولًا: منطقة آمنة فى البوسنة والهرسك :(1993-1995) تم إنشاء هذه المنطقة بموجب اتفاقية دايتون للسلام فى عام 1995. ومع ذلك، لم تتمكن المنطقة من منع الهجمات على المدنيين، حيث قُتل أو جرح آلاف المدنيين فى المنطقة خلال الحرب.
ثانيًا: منطقة آمنة فى رواندا :(1994) تم إنشاء هذه المنطقة بموجب قرار مجلس الأمن الدولى رقم 918 فى أبريل 1994. ومع ذلك، لم تتمكن المنطقة من منع الإبادة الجماعية التى وقعت فى رواندا، حيث قُتل أكثر من 800 ألف شخص فى المنطقة خلال 100 يوم.
ثالثًا: منطقة آمنة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (2003-2006) تم إنشاء هذه المنطقة بموجب قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1493 فى يوليو 2003. ومع ذلك، لم تتمكن المنطقة من منع الهجمات على المدنيين، حيث قُتل أو جرح آلاف المدنيين فى المنطقة خلال الحرب.