انعقاد القمة 15 للأعمال بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية

 بقلم السفير محمد الصوفي 

تحتضن مدينة غابارون عاصمة بوتسوانا لغاية يوم الجمعة 14 يوليو الجاري القمة 15 للأعمال بين الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الإفريقية. في صدارة برنامج القمة تنشيط التبادلات بين الولايات المتحدة والقارة الإفريقية وستكون جلسات القمة مناسبة يناقش فيها الممثلون السياسيون والمؤسسات المالية والشركات سبل تعزيز التبادلات التجارية بين واشنطن والقارة السمراء في سياق الجهود التي يبذلها الرئيس جو بايدن منذ وصوله إلى الحكم من أجل استدراك ما فات خلال فترة سلفه على صعيد العلاقات بين الولايات المتحدة والقارة الإفريقية.

تأتي القمة الحالية سبعة أشهر بعد انعقاد قمة رؤساء إفريقيا والولايات المتحدة في واشنطن الأمر الذي يجسد تجديد التركيز من الإدارة الأمريكية على علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع القارة.

 لقد التزمت الحكومة الأمريكية في قمة واشنطن السابقة برصد 55 مليار دولار للتعاون في المجال العمومي على مدى ثلاث سنوات وتم أيضا إبرام اتفاقات على مستوى القطاع الخاص بلغت 15 مليار دولار. يتعلق الأمر هذا الأسبوع بتوقيع عقود جديدة لإبراز حجم المصادر والتمويلات المقبلة التي تخصصها الولايات المتحدة لإفريقيا حسب تعبير مسؤول سامي في الحكومة الأمريكية.

 تجدر الإشارة إلى أن الروابط التجارية بين الولايات المتحدة وإفريقيا متأخرة جدا عن مستوى نفس العلاقات بين القارة وجمهورية الصين الشعبية حيث لم تتجاوز تبادلات الطرفين 83 مليار دولار سنة 2021 مقابل أكثر من 250 مليار دولار بين بكين والقارة الإفريقية وهو مستوى يساوي حجم مجمل التبادلات بين القارة والاتحاد الأوربي بكامله.

فضلا عن ذلك سيتم التطرق أثناء القمة إلى سبل مساعدة إفريقيا على رفع القيمة الإضافية لمنتجاتها المحلية من أجل استغلال الفرص التي تمثلها منطقة التبادلات الحرة في إفريقيا التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة.

 لاشك كذلك أن أجندة القمة ستكون عليها المسألة المتعلقة باتفاق الأغوا أي نظام منح الأفضلية التجارية لإفريقيا لتمكين منتجاتها من دخول الأسواق الأمريكية وهو النظام الذي كانت استفادة القارة منه محدودة في الفترة الماضية وينتهي العمل به في سنة 2025 في الوقت الذي يجري الحديث عن مبادرات أخرى، مع أن رئيس بوتسوانا البلد المستضيف للقمة قد دعا إلى تجديد العمل بنظام الأفضلية التجارية الممنوح للقارة.

 ولكن القمة تأتي في سياق تفاعلات قضية أخرى فقد غاب عنها رئيس جنوب إفريقيا البلد الإفريقي الأكثر استفادة من نظام منح الأفضلية التجارية للدول الإفريقية ولاشك أن الولايات المتحدة تسعى لحرمانه من فوائد هذا النظام بسبب التقارب بينه وبين الرئيس الروسي بوتين، كما أن القمة تتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس الإيراني للقارة الإفريقية الأمر الذي يجعل القمة تدخل في سياق المنافسة وسباق النفوذ بين واشنطن  منافسيها في القارة مثل روسيا و الصين و  إيران.

كلمات مفتاحية