حادثة حرق المصحف.. بوادر أزمة حادة تُنذر بقطع العلاقات الدبلوماسية

إعداد: دينا لملوم

تُثار حالة من الغضب العام والاستنفار من قبل العالم العربى والإسلامى على خلفية تكرار حادثة حرق المصحف فى السويد، وهو ما يشكل إهانة للمقدسات الإسلامية، تغذيها قوانين تجيز ذلك، بذريعة حرية التعبير وحق التظاهر، وبالتالى فثمة أزمة دبلوماسية حادة بين السويد والعراق ربما تنتهى بقطع العلاقات؛ إذا لم يتم وضع حد لهذه الانتهاكات، وقد قامت الدنمارك بحذو خطى السويد، وهو ما أعقبه ردة فعل من قبل المتظاهرين فى بغداد، حيث إحراق مقر لمنظمة دنماركية، وهكذا تدور حلقة من الفعل ورد الفعل، تتخللها خسائر سياسية كبيرة وتنامى لظاهرة الإسلاموفوبيا، لا سيما إذا استمر هذا الوضع دون وضع حداً له.

حادثة حرق المصحف فى السويد:

تسود حالة من النفور من قبل العالم العربى والإسلامى بسبب تكرار حادثة حرق المصحف فى السويد، وانهال الهجوم على السلطات السويدية التى سمحت بالقيام بهذه الأفعال المشينة، فقد قام عدد من الأشخاص بحرق المصحف أمام السفارة العراقية باستوكهولم، كان من بينهم المهاجر العراقى “سلوان موميكا”، والذى قام بهذا العمل أيضاً في يونيو الماضى، وقد أدى ذلك إلى تأجيج مشاعر المسلمين، ودعا الكثير إلى مقاطعة المنتجات السويدية؛ رداً على موافقة السلطات على القيام بهذه الحادثة أمام مسجد ستوكهولم المركزى، وتعد هذه الحادثة الثالثة من نوعها، حيث قام “راسموس بالودان” أبريل ٢٠٢٢ مع أنصار حزبه بإحراق نسخ من القرآن الكريم؛ مما أدى إلى اندلاع مواجهات واسعة فى أنحاء متفرقة من السويد، وفى يناير ٢٠٢٣، قام زعيم الحركة “بالودان”، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية باستوكهولم، الأمر الذى أدى إلى موجة من الاحتجاجات فى أغلب المدن السويدية.

بوادر أزمة دبلوماسية:

أدت حادثة إحراق القرآن الكريم إلى قيام متظاهرين باقتحام السفارة السويدية فى بغداد وإضرام النيران بها؛ احتجاجاً على تكرار هذه الأفعال، كما أن الحكومة العراقية أبلغت نظيرتها فى السويد بقطع العلاقات الدبلوماسية معها حال تكرار هذا العمل مجدداً، هذا وبالرغم من حالة الاحتقان والنفور على خلفية هذه القضية، إلا أن السلطات فى العراق أدانت حرق السفارة؛ وذلك لما تتمتع به البعثات الدبلوماسية بحرمة عدم الاعتداء عليها تحت أى ظرف من الظروف، وأكدت على أهمية الحفاظ على أمن وسلامة جميع البعثات والتصدى لأى اعتداء يستهدفها، وفى ذات الوقت اتخذت الحكومة فى بغداد عدة إجراءات رادعة ضد السويد، حيث قامت بتعليق ترخيص شركة إريكسون السويدية للاتصالات فى البلاد، وسحب القائم بالأعمال من سفارة العراق باستوكهولم، إضافة إلى إبلاغ السفيرة السويدية فى بغداد بمغادرة البلاد، وهو ما يضع العلاقات بين البلدين فى مأزق قد ينتج عنه قطع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين حال مواصلة السويد أعمالها الاستفزازية إزاء الشعوب العربية والإسلامية، أيضاً فقد شهدت بغداد حالة من الغضب الشعبى الذى تجسد فى تصاعد الاحتجاجات والتظاهرات من قبل العراقيين؛ استنكاراً لهذه الأعمال المشينة، علاوة على ذلك قد تقوم عدة دول أخرى بقطع علاقاتها مع استوكهولم، حتى تصبح هناك حالة من التوتر العام بين السويد ودول أخرى، وهو ما سيكبدها العديد من الخسائر على كافة الأصعدة.

تنديدات عربية وإسلامية واسعة:

تعالت الأصوات المطالبة بوقف السويد عن السماح بتكرار حرق المصحف على أراضيها، وأن ذلك يثير غضب الدول والشعوب العربية والإسلامية حول العالم، وقد قامت حكومات عدة دول باستدعاء القائم بالأعمال لديها؛ احتجاجاً على هذه الحادثة، والمطالبة بالتوقف عن انتهاك المقدسات الدينية والقوانين والأعراف الدولية، وفى الآتى إجمال لأبرز الدول التى نددت بهذا الفعل:

١-السعودية: قامت المملكة العربية، وكذلك الخارجية القطرية باستدعاء القائم بأعمال السفارة السويدية لديها؛ لتسليمه مذكرة احتجاج تطالب فيها ستوكهولم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذه التصرفات التى تتنافى مع القيم والأعراف، وتعد بمثابة استفزازاً ممنهجاً لمشاعر المسلمين.

٢-تركيا: نددت أنقرة بهذا الحادث المشين، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة للحيلولة دون وقوع جرائم الكراهية الموجهة ضد الإسلام والمسلمين.

٣-إيران: قام المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير السويدى؛ احتجاجاً على التصريح الذى منحته سلطات بلاده لتجمع موميكا الذى سمح بتدنيس وإحراق القرآن الكريم أول أيام عيد الأضحى، مع تحميل الحكومة السويدية مسئولية إثارة مشاعر المسلمين، والتعدى على حرمة مقدساتهم.

٤-مصر: أدانت مصر هذه الحوادث التى تعد كتحد سافر يتجاوز حرية التعبير ويستفز المسلمين، حيث أن تكرار محاولات ازدراء الأديان وتفشى ظاهرة الاسلاموفوبيا يؤدى إلى زيادة حدة خطابات الكراهية الموجهة ضد الإسلام، وعليه يجب على الدول أن تضطلع بدورها فى التصدى لمثل هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها؛ سعياً إلى تحقيق التعايش السلمى ونشر ثقافة التسامح مع الآخر، هذا وقد عبر الأزهر الشريف عن بالغ أسفه واستياءه جراء هذا العمل البغيض الذى يعادى المسلمين فى كافة ربوع الأرض؛ مطالباً بالتوقف عن مثل هذه الاستفزازات.

٥-المغرب: قامت المملكة المغربية باستدعاء سفيرها لدى السويد لفترة غير محددة؛ اعتراضاً على حرق المصحف الشريف خارج المسجد المركزى فى ستوكهولم بالسويد أواخر يونيو الماضى، كما استدعت وزارة الخارجية المغربية القائم بالأعمال السويدى فى الرباط وأعربت عن استياءها  الشديد بسبب هذا الهجوم الذى لم يضع مشاعر مليارات من المسلمين فى الحسبان.

هذا وقد عبرت عدة دول عن مدى استنكارها لمثل هذه الجريمة، حيث أدانت كل من تونس ولبنان وفلسطين وغيرها هذا العمل؛ مطالبين بوضع حد لهذه الاعتداءات؛ صوناً لمقدسات الدين الإسلامى وعدم المساس بحرمة القرآن الكريم.

٧-مجلس التعاون لدول الخليج العربية: أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عن أسفه الشديد لمواصلة هذه الإجراءات الاستفزازية، وشدد على ضرورة تحرك السلطات السويدية لوقف مثل هذه الاعتداءات ومحاسبة المتطرفين المسئولين عن تنفيذها.

ردود الفعل الدولية:

لم تتوقف الادانات الموجهة للدول السويدية عند حد الدول العربية والإسلامية فحسب، بل ندد المجتمع الغربى بهذا التصرف المشين، ويظهر مدى عدم احترام المقدسات الدينية، فقد استهجنت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك، فضلاً عن روسيا التى تعتبر الإساءة للقرآن وعدم احترامه بمثابة جريمة، وذلك بخلاف بعض الدول الأخرى.

مجلس حقوق الإنسان الأممى:

صادق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ١١ يوليو الجارى على قرار يدين أفعال الكراهية الدينية، كالإقدام على إحراق القرآن، ووافق على القرار ٢٨ عضواً في المجلس من أصل ٤٧، من بينهم الصين وأوكرانيا ومعظم الدول الإفريقية، وينص مشروع القرار الذى عرضته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامى، على إدانة أية دعوة وإظهار للكراهية الدينية، ومنها الأنشطة الأخيرة العلنية والمتعمدة، التى أدت إلى المساس بقدسية القرآن، ودعوة الدول إلى اعتماد قوانين تسمح لها بمحاسبة المسئولين عن هذه الأفعال.

الدنمارك تسير على خطى السويد:

أقدمت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام على إحراق نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقى أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاجن، وقد قام أعضاء المجموعة التى تُدعى “الوطنيون الدنماركيون” برفع لافتات معادية للإسلام، ورددوا شعارات مسيئة؛ وبرروا ذلك بأنه احتجاجاً على مهاجمة السفارة السويدية فى بغداد، هذا وقد نفذوا اعتداءاتهم وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة، ونتيجة لذلك قام مجموعة من المتظاهرين العراقيين بإحراق مقر منظمة دنماركية فى البصرة، وذلك كنتيجة للإقدام على حرق المصحف والعلم العراقى بالدنمارك.

اجتماع منظمة التعاون الإسلامى:

قامت منظمة التعاون الإسلامى ٣ يوليو الجارى بعقد اجتماعاً طارئاً للجنة التنفيذية للمنظمة، بدعوة من السعودية، وذلك بعد تكرار حادثة حرق المصحف فى السويد للمرة الثانية، ومن المزمع عقد المؤتمر الدولى حول الاسلاموفوبيا ومناهضة التمييز فى كوالالمبور فى الفترة من ٢٢-٢٣ أغسطس المقبل، وقد اشتمل البيان الختامى للاجتماع ما يلى:

١-إدانة الاعتداء السافر على حرمة وقدسية المصحف الشريف فى السويد في أول أيام عيد الأضحى خارج المسجد المركزي في العاصمة ستوكهولم، وإعراب المنظمة عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف، فى ظل إصدار السلطات تصريحات تسمح بذلك.

٢-دعوة الأمين العام إلى توجيه رسالة بإسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي  بذريعة حرية التعبير.

٣-استنكار كافة محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف وغيرها من القيم والرموز المقدسة للإسلام بحجة حرية التعبير الذي يتعارض مع المادتين ١٩ و ٢٠ من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ومطالبة المجتمع الدولي بالتصدى لتلك المحاولات الاستفزازية.

٤-مطالبة سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تُمارس فيها أعمال  ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، ببذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى، فضلاً عن المؤسسات الحكومية الأخرى، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.

٥-حث جميع بعثات منظمة التعاون الإسلامي في الخارج (نيويورك وجنيف وبروكسل) إلى أخذ زمام المبادرة في المنظمات الدولية المعنية المعتمدة لديها، من أجل التصدى لأعمال الكراهية ضد الإسلام ورموزه ومقدساته في تفسير الاتفاقيات ذات الصلة وكذلك وضع نصوص قانونية دولية جديدة لهذا الغرض.

٦-مطالبة مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية بالعمل مع منظمات المجتمع المدني فى الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام، باللجوء إلى المحاكم المحلية واستنفاد جميع إجراءات التقاضي المحلية، بتوجيه من مستشار قانوني متخصص، قبل رفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية عند الاقتضاء.

٧-دعوة الأمانة العامة إلى الإسراع في تنفيذ “خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا”، التي اعتمدها وزراء دول المنظمة الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالسلام والحوار، على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

٨- إعادة التأكيد على أهمية خطة العمل ذات النقاط الثماني المتفق عليها بالإجماع بموجب قرار مجلس حقوق الإنسان رقم ١٦/١٨باعتبارها خطوة مهمة في الأمم المتحدة لمكافحة التحريض على الكراهية والتمييز والوصم والعنف على أساس الدين أو المعتقد، وتدعو جميع الدول الأعضاء إلى مراجعة التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل وبذل كافة الجهود للحفاظ على الإجماع الدولي حول هذه المبادرة الهامة للمنظمة.

٩-التأكيد على محورية الدور الأساسي للالتزام السياسي على أعلى مستوى من أجل التنفيذ الكامل والفعال لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتشجيع الدول على إيلاء اهتمام خاص لأهمية تجريم التحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد، مع الإقرار بالدور الإيجابي للنقاش المفتوح والبناء والاحترام والحوار بين الأديان في هذا الصدد.

١٠-حث جميع الحكومات على التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد ولضمان حماية أماكن العبادة.

١١-الاستمرار في إدارج بند “مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا” على أجندة اجتماعات المجموعة الإسلامية لدول منظمة التعاون الإسلامي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية.

١٢-الدعوة إلى عقد اجتماع عادي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي حول الإسلاموفوبيا سبتمبر المقبل؛ لإجراء تقييم شامل للهجمات المشينة ضد المسلمين والرموز الإسلامية المقدسة، ومنها تدنيس نسخ من المصحف الشريف ومتابعة نتائج وقرارات الاجتماعات السابقة للجنة التنفيذية ومجلس وزراء الخارجية، وذلك ضمن الإعداد لاجتماع على المستوى الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي بالتنسيق مع الأمانة العامة والتشاور مع الدول الأعضاء.

١٣-الترحيب بعقد المؤتمر الدولي حول الإسلاموفوبيا ومناهضة التمييز في الفترة من ٢٢ إلى ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ في كوالالمبور بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.

١٤-دعوة الأمانة العامة إلى تنظيم فعاليات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا في مقرها وفي البلدان التي تحدث فيها اعتداءات معادية للإسلام، من أجل زيادة الوعي على المستوى العالمي وتعبئة الدول الأعضاء والشركاء المحتملين، لمكافحة الإسلاموفوبيا بأكثر الطرق فعالية.

اجتماع طارئ:

بالنظر إلى تكرار حادثة حرق المصحف، قامت الخارجية العراقية بتقديم طلب إلى منظمة التعاون الإسلامى، ولمرتين على التوالى؛ لعقد اجتماع طارئ؛ لبحث ومناقشة أهم الإجراءات والمواقف الجماعية للدول الأعضاء؛ إثر ما حدث في السويد وتلاها فى الدنمارك بشأن الإساءة للقرآن الكريم وازدراء المقدسات واستفزاز مشاعر نحو مليارى مسلم حول العالم، ويهدف المسار الممنهج الذي تلتزمه الوزارة خلال الاجتماع المقرر، إلى عرض الأفعال التى تسىء للمصحف ومقدسات المسلمين، وتضع آليات جماعية لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، على أن يكون ذلك فى سياق القرارات الوطنية و الدولية.

تعليق صفة المبعوث الخاص للسويد:

امتثالاً لتوصيات البيان الختامى الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامى الذى عُقد أوائل يوليو الجارى، والذى نص على مراجعة الإطار الرسمى الذى يربط الأمانة العامة بأى دولة يتم فيها المساس بحرمة القرآن الكريم والقيم الإسلامية، والتى تتم بموافقة الدولة المعنية، تم تعليق عضوية المبعوث الخاص لدى السويد، وأكد الأمين العام على ضرورة اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، ومطالبة المجتمع الدولى بالتطبيق العاجل للقانون الدولى الذى يحظر أى دعوة من شأنها بث روح الكراهية الدينية وتدنيس المصحف الشريف.

موقف الحكومة السويدية من حوادث إحراق المصحف:

أدانت الحكومة السويدية هذه الأعمال المعادية للإسلام التى ارتُكبت، وأشارت إلى أن هذه التصرفات لا تعكس بأى حال من الأحوال آراء ومواقف الحكومة السويدية، وأن حرق المصحف، أو أى نص مقدس آخر، هو عمل مسىء ولا يحترم الغير ويشكّل استفزازاً صريحاً للمسلمين، و بررت ما قام به هؤلاء الأفراد بكون ذلك يندرج ضمن حرية التجمع والتعبير والتظاهر، وهو حق يكفله الدستور السويدى، وبموجب هذا الحق سمحت الشرطة السويدية بالتظاهرات التي أُحرقت خلالها صفحات من المصحف.

ختامًا:

يبدو وكأن السلطات السويدية باتت فى مأزق وهجوم كبير من قبل العديد من الدول خاصة فى ظل التكرار المستمر لعمليات حرق المصحف وإثارة مشاعر المسلمين حول العالم، حتى أضحت تصريحات الحكومة فى ستوكهولم تحمل دسيسة حرية الرأى والتعبير الذى يبرر ذلك الفعل، ولكن ربما أرادت الخروج من هذا النفق المظلم الذى قد يؤدى إلى أزمة دبلوماسية حادة مع العديد من الدول، قد ينتهى بها الأمر إلى قطع هذه العلاقات معها، ولقد زادت وتيرة الأحداث والاحتجاجات فى العراق، وهو ما قد ينذر باحتمالية انهيار العلاقات بين البلدين خاصة بعد حادثة حرق السفارة السويدية فى بغداد، وقد زادت مشاعر الغضب لدى جموع العالم الإسلامى بعد تكرار هذا الحدث من قبل الدنمارك هى الأخرى، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً، ربما يستبب فى أزمة سياسية مزمنة تضع السويد والدنمارك فى حلقة مغلقة، وبشكل كبير تفرض على السويد حالة من العزلة والقطيعة من قبل بعض الدول إذا لم يتم وضع حد لهذه الاستفزازات، ومراعاة مشاعر الأمة الإسلامية وعدم المساس بمقدساتهم الدينية.

 

 

 

كلمات مفتاحية