حسناء تمام كمال
تشهد المنطقة العربية حالة من التحركات المكثفة على مستوى أنظمتها السياسية ، يأتي ذلك في ظل تزامن لمراحل جديدة تشهدها مجموعة من الدول العربية ، سواء الدول التي بالكاد عبرت صراع ممتد في أمده كالصومال، أو الدول التي تواصل التحرك في خطوات التحول الديمقراطي بعد الموجة الثانية من الربيع العربي، كالعراق ولبنان والسودان وليبيا، بالإضافة إلى تونس التي ما زالت تحاول استئناف المسار الديموقراطي ، الذي بدأته ثورة 2011.
جوهر هذه التزامنات أن بعد انتهاء حالة الصراع والثورات بدولة ما، تأتي مرحلة بناء السلام بالنسبة للأولى والتحول الديموقراطي بالنسبة للثانية وكلاهما يتكون من عدة مراحل، ويتفقا في بناء مؤسسات الدولة كخطوة أساسية في كلا بالشكل الذي يجعل هذه المؤسسات أداءة الدولة في فرض سيادتها وتعكس من خلالها سياسيات وتحركات حل الصراع ومتطلبات التحول الديموقراطي. وبناء المؤسسات كخطوة من خطوات بناء السلام يهدف لتوفير الدعم المناسب والكافي للدولة؛ للتغلب على سنوات الانتقال الصعبة؛ حيث يكون الاقتصاد وحكم القانون ومؤسسات الحكم في حالة هشة، وبالتالي عاجزة عن القيام بدورها، وعلى رأس تلك المؤسسات (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، باعتبارها مسؤولة عن إدارة الدولة.
للمزيد اضغط هنا