سباق دبلوماسي لنزع فتيل الأزمة المتصاعدة بين رواندا والكونغو الديمقراطية

إعداد/ د محمد الصوفي

بعد أسابيع من التردد أعلن رئيس كينيا ويليام روتو عزم بلاده إرسال وحدات من الجيش للتدخل في إقليم شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لمساعدة الكونغولي على واجهة تقدم حركة 23 مارس المعروفة اختصارا ب M23. التدخل يأتي ضمن عمل القوة الإقليمية في منطقة شرق إفريقيا لمواجهة هذه الحركة التي تم إنشاؤها منذ عدة أشهر فقط.

لم يحدد الرئيس الكيني عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى جمهورية الكونغو ولكن المصادر الإعلامية تحدثت في وقت سابق عن وجود نحو 1000 جندي يتابعون في الأسابيع الأخيرة تدريبات تحضيرية وقد أصبحوا الآن جاهزين للانتشار التدريجي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لفترة أولية مدتها ستة أشهر حسب ما أوردته المصادر الإعلامية.

وكانت الأمور قد تسارعت في إقليم شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 20 أكتوبر المنصرم حين وصلت حركة M23 تقدمها داخل إقليم روتشورو واستولى المتمردون على مدينتي كيوانجا وروتشورو المركزية. وتتهم حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية جارتها رواندا بغزو أراضيها من خلال حركة M23 ويقول المسؤولون في حكومة كينشاسا إن الحركة ما كانت لتتقدم أكثر داخل أراضي المنطقة لولا الدعم المكثف من قوات رواندا التي ترافقها بالفعل وتقوم بغزو مقنع لأراضي الكونغو الديمقراطية.

الوضع بين البلدين وخاصة بعد ظهور أطراف عديدة داعمة لهذا الطرف أو ذاك منها إلى جانب رواندا وحركة M23 من جهة ومنها كينيا وأوغندا، أصبح مقلقا للمجموعة الدولية نظرا لتسارع التوتر خلال الأيام القليلة الماضية ولذلك انطلق حراك دبلوماسي دولي وإقليمي من أجل نزع فتيل الأزمة قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة خاصة وأنها حتى الآن قد أدت إلى خسائر وأضرار في أوساط السكان منها نزوح الآلاف من أراضيهم إضافة إلى عمليات تصفية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في خضم المعارك الجارية في الإقليم.

الوضع المشتعل في الكونغو الديمقراطية أدى إلى استنفار للدبلوماسية على المستويين الدولي والإقليمي فالاتحاد الأوربي انطلاقا من مقره في ابروكسل قام بالعديد من الاتصالات بالعاصمتين كينشاسا وكيغالي حسب ما ذكرت المصادر الدبلوماسية من أجل التوصل سريعا إلى إيقاف المواجهات والدخول في عملية سياسية لتسوية الأزمة.

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد اتبعت نفس الطريقة وأعلنت عن إدانتها لتقدم حركة M23 داخل إقليم شرق الكونغو ودعت إلى وقف دعم هذه الحركة دون أن تشير بالاسم إلى رواندا، مكتب الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية أجرى اتصالا مباشرا بالهاتف مع المسؤولين السامين في الكونغو وفي رواندا داعيا إلى فتح حوار والتمكين لوساطة إقليمية لتسوية المشكلة وذلك هو رأي الاتحاد الإفريقي الذي أصدر بيانا وقعه الرئيس الدوري للمنظمة السنغالي ماكي سال ورئيس لجنة الاتحاد موسى فقي محمد.

و اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس الرواندي ابول كاغامي وألح على ضرورة التوجه نحو الطرق السلمية واحترام التزامات الدول في هذا الإطار خاصة ما التزم به الطرفان في عملية المفاوضات التي جرت في نيروبي ولواندا.

ما زال الوضع مقلقا في المنطقة وقد تظاهر في اليومين الماضيين الآلاف من سكان غوما عاصمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تجري المواجهات منددين بما وصفوه بالغزو الرواندي لبلادهم ومطالبين بتقديم الدعم من أجل مواجهة هذا العدوان على حد تعبيرهم ومن المنتظر أن تعرف المنطقة مزيدا من الاحتقان والقتال بعد دخول دول أخرى على الخط دعما لهذا الجانب أو ذاك.

 

كلمات مفتاحية