ملخص الدراسات والبحوث الصادرة عن أفريقيا العدد “40”

إعداد: منة صلاح

الفترة من 16: 22 ديسمبر

شنَّت الولايات المتحدة هجومًا ساحرًا في غانا لدرْء النُّفُوذ الصيني

تتبع غانا سياسة تهدف إلى جذب الاستثمار، وتعتبر مبادرة الحزام والطريق عنصرًا أساسيًّا في تحقيق أهداف هذه السياسة، وفي عام 2018م، وقَّعت غانا مذكرة تفاهم مع الصين؛ لتكون جزءًا من مبادرة الحزام والطريق؛ بهدف تطوير البنية التحتية، وتعزيز القدرة على تحمُّل الديون؛ إذ تؤدي الصين دوْرًا مهمًا في مواجهة التحديات التي تواجه غانا، فيما يتصل باستدامة الديون، وتمتلك الصين 1.51 مليار جنيه إسترليني من ديون غانا، منذ عام 2022م.

ولمواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية، طرحت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة بناء عالم أفضل B3W)) في عام 2021م، وتهدف إلى معالجة فجوات البنية التحتية في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، بما في ذلك غانا، ونفَّذت الولايات المتحدة العديد من المبادرات الدبلوماسية، والتزمت بتقديم المساعدات، وهو ما يشير إلى التزامها بتعزيز التعاون مع أفريقيا بشكلٍ عامٍ، وغانا بشكلٍ خاصٍ، وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن مبادرتيْن لمساعدة غانا في عملية إعادة هيكلة الديون الحالية[1].

فرنسا تكمل انسحاب قواتها من النيجر وتغلق سفارتها

أكمل الجيش الفرنسي تفكيك منشآته في القاعدة الواقعة في عاصمة النيجر (نيامي)؛ لإجلاء آخر قواته، يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر 2023م؛ تنفيذًا لأوامر المجلس العسكري، بالإضافة إلى إغلاق السفارة الفرنسية في النيجر، ويُمثِّلُ هذا الإجلاء نهاية أكثر من 10 سنوات من الوجود الفرنسي في المنطقة، وبعد انتهاء عملية “برخان” في مالي، وإغلاق قاعدة القوات الخاصة في بوركينا فاسو، سيعمل الانسحاب من النيجر على إنهاء عمليات فرنسا لمكافحة الإرهاب في الدول الثلاث[2].

انتخابات جمهورية الكونغو الديمقراطية: تمديد التصويت لليوم الثاني بعد بداية فوضوية

إن نتيجة الانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي بدأت يوم الأربعاء الموافق 20 ديسمبر 2023م، بالتزامن مع الانتخابات التشريعية الوطنية والإقليمية، أشبه بنظرية الفوضى في التنبؤ بتداعياتها؛ إذ تأخر التصويت في كل أنحاء البلاد، ولا تزال اللجنة الانتخابية تحاول تسليم المواد إلى مراكز الاقتراع؛ ما يُعزِّزُ الشكوك حول شرعية الاقتراع؛ نظرًا لأن الرئيس الحالي (فيليكس تشيسكيدي)، البالغ من العمر 60 عامًا، يسعى لولاية ثانية في منصبه، ويشبه ذلك ما قام به الرئيس السابق (جوزيف كابيلا)، في انتخابات عام 2016م؛ إذ قام بتأجيل الانتخابات لمدة عاميْن؛ للاستمرار في السلطة.

وعمل التأخير أيضًا على التشكيك في قُدْرة المراقبين على تنظيم الاقتراع في الموعد المقرر؛ إذ لم يتم فتح أكثر من 31% من مراكز الاقتراع في البلدات الرئيسية، ولكن وعدت اللجنة الانتخابية الوطنية المُسْتقلة  (CENCO)بالتعويض عن هذا التأخير، وفي السياق ذاته، دعا “كاتومبي” – المنافس الرئيس لـ”تشيسكيدي” – الناخبين إلى مراقبة عملية الفرْز حتى نهاية الانتخابات، ومن المتوقع استمرار الانتخابات لعدة أيام، وهو ما قد يشكك في نزاهتها[3].

لماذا يؤثر الخلاف بين الجماعات المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا على العلاقات الإقليمية؟

أدَّى تحالُف المتمردين الكونغوليين في العاصمة الكينية (نيروبي) إلى زعزعة العلاقات الدبلوماسية بين “جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا”، كما أثَّر على العلاقات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والمجموعة الإقليمية لمجموعة شرق أفريقيا  (EAC)والتي أصبحت عضوًا فيها مؤخرًا، وعملت جمهورية الكونغو الديمقراطية على استدعاء مبعوثيها من “كينيا، وتنزانيا”، ومنعت مراقبي مجموعة شرق أفريقيا من دخول البلاد لمراقبة الانتخابات التي كان مقررًا عقْدُها، في يوم 20 ديسمبر 2023م.

ولقد اتسمت العلاقات بين “كينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية” بالدبلوماسية، وأجرت كينيا محادثات مع ممثلي الجماعات المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية العام الماضي؛ لشيوع السلام في المنطقة، ولكن نظرًا لاستضافة كينيا قادة المتمردين الكونغوليين على أراضيها، أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنه سيكون هناك عواقب؛ لذا يجب على كينيا البحث عن حلٍّ لتلك القضية بشكلٍ دبلوماسيٍّ، وعلى الرغم من أن تحالُف المتمردين قد لا يُشكِّلُ تهديدًا للسلطات الكونغولية بشكلٍ مباشرٍ، إلا أنه قد يتغير ذلك[4].

تصاعُد التوتُّر بين الجيش السوداني والإمارات العربية المتحدة

اندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، في منتصف أبريل للعام الجاري؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف فرد وتشريد الملايين، وفي نوفمبر، ندَّد الفريق (ياسر عطا)، التابع لجيش (عبد الفتاح البرهان) بالإمارات العربية المتحدة؛ نظرًا لدعمها قوات الدعم السريع وقائدها (محمد حمدان دقلو)، واتّهم الإمارات بنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، بمساعدة مجموعة “فاجنر”، عبْر “تشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وأوغندا”؛ ما أدَّى إلى نُشُوب خلافاتٍ بيْن البلديْن.

وقد تبين أن شحنات المساعدات المخصصة للاجئين السودانيين في تشاد، تحتوي على أسلحةٍ لقوات الدعم السريع من الإمارات؛ لتحقيق أهدافها الاستراتيجية؛ لذا طالب مئات المتظاهرين المؤيدين للجيش، بطرْد السفير الإماراتي، ولكن الإمارات أعلنت عدم انحيازها لأيٍّ من طرفيْ الصراع، وعلى الرغم من عدم تمكُّن أيٍّ من طرفيْ الصراع من تحقيق تفوُّقٍ عسكريٍّ حاسمٍ، إلا أن قوات الدعم السريع تسيطر على شوارع العاصمة (الخرطوم)، وتتعدَّى على الجنوب[5].

واشنطن تحاول تصحيح المسار بشأن الحرب الأهلية في السودان

أدَّت الحرب الأهلية في السودان إلى مزيدٍ من الفوضى، في ظل الجهود التي توسَّطت فيها الولايات المتحدة لوقف الصراع، واتهمت الولايات المتحدة كلا الطرفيْن، بارتكاب جرائم حرب في الصراع، واتهمت قوات الدعم السريع، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، وتحوّل الصراع إلى حرب بالوكالة بين المنافسين الإقليميين؛ إذ تدعم مصر القوات المسلحة السودانية من جهة، وتدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع من جهة أُخرى، ويتطلب العنف المتصاعد في السودان، اتخاذ إجراءات عاجلة إضافية من قِبَلِ الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي؛ إذ يجب ممارسة ضغوط على الإمارات العربية المتحدة؛ لوقف تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، باعتباره انتهاكًا لحظر الأسلحة الحالي، الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور[6].

أنجولا تنسحب من “أوبك” بسبب خلاف على حصص إنتاج النفط

تعتبر أنجولا أحد أكبر مُصدِّري النفط في منطقة جنوب الصحراء، بالإضافة إلى نيجيريا، ولكن أعلنت انسحابها من منظمة البلدان المُصدِّرة للبترول (الأوبك)؛ بسبب خلافاتٍ حول حصص الإنتاج، وذلك بعد قرار المنظمة الخاص بخفْض الإنتاح العام القادم، ولكن لدعم الأسعار، قام تحالُف “الأوبك” بتخفيض الإمدادات بأكثر من خمسة ملايين برميل بشكلٍ يوميٍّ، منذ نهاية عام 2022م، وهذا يتعارض مع سياسة أنجولا، المتمثلة في تجنُّب الانخفاض واحترام العقود، وأعربت باقي الدول أيضًا عن رفضها لخفْض الحصص الإنتاجية؛ نظرًا لسعيها لتزويد الإنتاج وتأمين العُمْلة الأجنبية[7].

الاتحاد الأوروبي يوقع اتفاقًا تجاريًّا مع كينيا لمواجهة الوجود الصيني

وقع الاتحاد الأوروبي وكينيا، يوم الإثنين الموافق 18 ديسمبر 2023م، اتفاقًا تجاريًّا، ويُعدُّ أوَّلَ اتفاقٍ رئيسيٍّ بين الاتحاد الأوروبي والقارة الأفريقية، منذ عام 2016م؛ بهدف إقامة علاقات اقتصادية وثيقة في القارة الأفريقية؛ لمواجهة الوجود الصيني، الذي يزيد الإنفاق على مشاريع البنية التحتية، لا سيما في كينيا، ويُشكِّلُ الاتحاد الأوروبي بالنسبة لكينيا أكثر من 20% من صادراتها، ولا سيما المنتجات الزراعية، ووصل حجم التجارة بين السوقيْن 3.3 مليار يورو، في عام 2022م، بزيادة 27% منذ عام 2018م، وفقًا لإحصائيات الاتحاد الأوروبي.

ويتضمن هذا الاتفاق وصول المنتجات الكينية إلى السوق الأوروبية بدون رسوم جمركية أو حصص، فضلًا عن التخفيضات الجمركية على المنتجات الأوروبية المتجهة إلى دول القارة الأفريقية، وجاءت هذه الاتفاقية؛ تتويجًا للمفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة شرق أفريقيا، والتي بدأت منذ حوالي 10 سنوات، ووصفت (أورسولا فون دير لاين) رئيسة المفوضية الأوروبية هذا الاتفاق، بأنه مربح للطرفيْن، ودعت دول شرق أفريقيا الأخرى إلى الانضمام أيضًا[8].

 المصادر:

[1] https://2u.pw/3xojh1p

[2] https://2u.pw/UT3JsvD

[3] https://2u.pw/hCGsnlQ

[4] https://2u.pw/ER8oJap

[5] https://2u.pw/ER8oJap

[6] https://2u.pw/aJIgfQN

[7] https://2h.ae/EeoJ

[8] https://2u.pw/0j1N4uf

كلمات مفتاحية