ملخص الدراسات والبحوث الصادرة عن أفريقيا العدد “43”

إعداد: شيماء ماهر

باحثة متخصصة فى الشؤون الإفريقية

الفترة من 8: 15 يناير

مظاهرات في الجابون بسبب فرض العقوبات على المجلس العسكري

تتجمع جماعات المعارضة والمجتمع المدني لدعم زعيم الانقلاب في الجابون، بعد أن رفضت كتلة من دول أفريقيا الوسطى رفع العقوبات التي فرضتها على الجابون بعد أن أطاح الجيش بالرئيس علي بن بونغو في نهاية أغسطس الماضي، واندلعت مظاهرات في مدن ليبرفيل وأويم وفرانسفيل الجابونية، حيث دعت مجموعات المجتمع المدني إلى إنهاء العقوبات، بما في ذلك تعليق عضوية الجابون في الجماعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، والجماعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، وتم تعليق عضوية الجابون في الكتل الاقتصادية في الأول من سبتمبر، بعد يومين من إطاحة الجنرال بريس أوليجي نجويما بالرئيس بونغو في انقلاب غير دموي[1].

إثيوبيا تجري محادثات عسكرية مع المنطقة الانفصالية في الصومال

أعلنت إثيوبيا إنها أجرت محادثات يوم الاثنين 8 يناير بشأن التعاون العسكري مع أرض الصومال، بعد أسبوع واحد فقط من اتفاق مع الإقليم الصومالي الانفصالي بشأن الوصول إلى البحر، مما أثار التوترات في القرن الأفريقي، وعلى الرغم من المخاوف الإقليمية والدولية بشأن الاتفاقية، وقد ناقش قائد الجيش الإثيوبي ” برهانو جولا”  التعاون العسكري مع نظيره في أرض الصومال نوح إسماعيل تاني، وفقًا لبيان نشرته قوات الدفاع الإثيوبية على فيسبوك.

وجرت المناقشات في أديس أبابا في نفس اليوم الذي بدأ فيه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود زيارة إلى إريتريا المجاورة، حيث تسعى الصومال إلى الحصول على دعم دولي بشأن الاتفاق المثير للجدل بين إثيوبيا وأرض الصومال وهي منطقة انفصالية لا تمارس عليها مقديشو سلطة حقيقية، ووصفت الحكومة المركزية مذكرة التفاهم، التي تمنح إثيوبيا غير الساحلية الوصول إلى البحر الأحمر عبر أرض الصومال بأنها عمل من أعمال العدوان وانتهاك لسيادتها[2].

التغيرات المناخية وتداعياتها على انعدام الأمن الغذائي في إفريقيا جنوب الصحراء

تُعد ظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها السلبية من بين أهم الظواهر الطبيعية انتشارًا على المستوى الجغرافي؛ إذ شهد المجتمع الدولي تغيرات مناخية وبيئية حادة، وذلك منذ النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وقد لاحظ العلماء تأثيرات متعددة للتغير المناخي مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي أصبحت تتزايد بشكل كبير مع مرور السنين، وتشكل الظواهر المرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية تهديدًا واضحًا لكافة مسارات التنمية؛ حيث أثرت التغيرات المناخية على کافة أوجه الحياة بشكل عام، وعلى الأمن الغذائي بشكل خاص؛ حيث تمثل التغيُّرات المناخية تحديًا متناميًا في إفريقيا جنوب الصحراء بسبب بيئتها الجافة وشبه القاحلة، وتعرضها للجفاف المتكرر الناتج عن التذبذب الشديد فى كمية الأمطار، هذا بالإضافة إلى التغير فى نمط الأمطار وموسمية سقوطه[3].

مذكرة تفاهم آبي أحمد مع رئيس أرض الصومال تهدد السلام في القرن الأفريقي

أصبح آبي أحمد أول رئيس وزراء لإثيوبيا من أصل أورومو، أكبر المجموعات العرقية في إثيوبيا، في عام 2018م، وقد أكسبته جهوده لحل النزاع الحدودي مع إريتريا جائزة نوبل للسلام لعام 2019م، وقد أعطى هذا التحول بارقة أمل جديدً إلى الدول المتضررة من سياسات القهر التي مارستها  جبهة تحرير شعب تيغراي ضد الإريتريين والصوماليين في العقود الثلاثة الماضية، ويحمل توقيع مذكرة التفاهم هذه آثارًا بعيدة المدى، حيث يعمل كحافز لعودة القومية الصومالية وتعزيز الشعور الجماعي بالوحدة ردًا على التهديد المتجدد المتصور من إثيوبيا، والدليل على هذا الموقف المشترك لجميع الصوماليين هو البيان الصادر عن النواب الصوماليين في البرلمان الكيني الذي يدين مذكرة التفاهم الموقعة.

 وقد اكتسبت وحدة الأمة الصومالية في معالجة هذه القضية قوة كبيرة وردا مناسبا، وسرعان ما سنت الحكومة الفيدرالية الصومالية تشريعًا لإلغاء الاتفاقية ردًا على مذكرة التفاهم، وقد ألغى الرئيس حسن شيخ محمود مذكرة التفاهم بعد أن وافق مجلسا البرلمان بالإجماع على تشريع يرفض مذكرة التفاهم وقد صاحب هذا الإجراء الاستباقي جهودا لحشد الدعم على نطاق دولي، إن أخطر الآثار المترتبة على توقيع مذكرة التفاهم هو إحياء المتطرفين مثل حركة الشباب وداعش، والتي تضاءلت بشكل كبير منذ عام 2023 في الصومال[4].

حظر استيراد الذرة في ملاوي يجبر برنامج الأغذية العالمي على طحن من تنزانيا

حظرت حكومة ملاوي الشهر الماضي استيراد الذرة غير المطحونة على الرغم من النقص المستمر في الغذاء، وبدأ برنامج الأغذية العالمي في طحن 30 ألف طن متري من الذرة المخصصة للإغاثة. وتقول السلطات إنه من المتوقع وصول أول شحنة من الحبوب المطحونة الأسبوع المقبل، بسبب المخاوف من أن يؤدي انتشار فيروس MLN إلى القضاء على المحصول الأساسي في البلاد وقالت وزارة الزراعة إن المرض ليس له علاج ويمكن أن يسبب خسارة تصل إلى 100% في المحصول، وتقدر السلطات في مالاوي أن 4.4 مليون شخص، أي حوالي ربع سكان مالاوي، سيواجهون نقصا في الغذاء خلال الأشهر الثلاثة المقبلة[5].

المنظمات الإقليمية في إفريقيا والانقلابات العسكرية: بين التحديات وتفعيل الدور

تُعد الانقلابات العسكرية من أبرز التحديات التي تُواجه الاستقرار السياسي في العديد من الدول الإفريقية؛ حيث شهدت القارّة الإفريقية منذ الاستقلال أكثر من (200) انقلاب عسكري، نجح منها (106) انقلابات. وقد أدّت هذه الانقلابات إلى زعزعة الاستقرار السياسي والأمني، وتراجُع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مُشكِّلةً تحديًا كبيرًا أمام مسار التحول الديمقراطي في إفريقيا، وقد كان للتنافس القوي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي دور في ذلك.

على الرغم من أن العقوبات وتعليق عضوية الدولة التي شهدت انقلابًا عسكريًّا يمكن أن تُشكل أداة ضد تكرار الانقلابات العسكرية؛ إلا أنها لا تُحقق دائمًا النتائج المرجوة، ولا تحد من الانقلابات، يُظهر ذلك واقعًا عندما عبّر القادة العسكريون في النيجر ومالي وغينيا في بداية أحداث الانقلابات التي شهدتها هذه الدول عن عدم اكتراثهم للعقوبات التي فرضتها (الإيكواس) عليهم، مما يعني أن عدم الردع بالعقوبات وتعليق العضوية يتطلب نهجًا استباقيًّا لمواجهة مشكلة الانقلابات في إفريقيا، يُمكن تحقيق ذلك عبر وضع الاتحاد الإفريقي والمنظمات الفرعية الأخرى في إفريقيا إطارًا لمنع حدوث الانقلابات من خلال معالجة الأسباب الجذرية لها؛ لأنها تعد القضايا الهيكلية التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وتشجيع ظاهرة الانقلابات[6].

الكونغو الديمقراطية تعلن بدء انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة

أعلن وزير خارجية الكونغو الديمقراطية السبت 13 يناير 2024م، أن انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من جمهورية الكونغو الديمقراطية بدأ ومن المقرر أن يكتمل بحلول نهاية العام، ودعت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الانسحاب على الرغم من قلق الأمم المتحدة بشأن العنف في الجزء الشرقي من البلاد، وصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر لصالح الموافقة على طلب كينشاسا بالانسحاب التدريجي لبعثة مونوسكو التي وصلت في عام 1999م، وعلى الرغم من الوضع الداخلي المضطرب، ظلت الحكومة تطالب منذ أشهر بالانسحاب السريع لقوات حفظ السلام، وتعتبر كينشاسا أن قوة الأمم المتحدة غير فعالة في حماية المدنيين من الجماعات المسلحة والميليشيات التي ابتليت بها شرق جمهورية الكونغو[7].

المواجهة الكبرى في محكمة العدل الدولية..جنوب أفريقيا ضد إسرائيل والتداعيات على غزة

تدور قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل التي بدأت بتقديم طلب مكون من 84 صفحة لبدء الإجراءات في 29 ديسمبر 2023، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، حول التزامها كطرف بمنع الإبادة الجماعية، وبينما كان بإمكان أي طرف دولي آخر في الاتفاقية رفع هذه القضية، فإن جنوب أفريقيا، اتخذت هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية.

إن تهمة الإبادة الجماعية أمام المحكمة الدولية في خضم نزاع مسلح تنخرط فيه إسرائيل التي توصف دائما بالدولة العاصية وفقا لمصطلحات القانون الدولي تعد أمرا غير معتاد، وبالمثل فإن ادعاء جنوب أفريقيا ضد إسرائيل له أهمية سياسية ودبلوماسية وتاريخية معتبرة، وقد رفضت إسرائيل مطالبة جنوب أفريقيا وتعهدت بالطعن في القضية المرفوعة ضدها، وعادة ما تستمر مثل هذه القضايا أمام المحكمة الدولية لسنوات عديدة قبل التوصل إلى حكم نهائي، لكن جنوب أفريقيا طلبت أيضًا اتخاذ تدابير مؤقتة، وهي شكل من أشكال الأوامر القضائية الدولية، وقد عقدت جلسات الاستماع الأولية في لاهاي يومي 11 و12 يناير2024م، ومن المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة بحلول نهاية شهر يناير الحالي، مع احتمال أن يكون له تأثير عميق على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة[8].

تداعيات التغيرات المناخية على جنوب السودان

يواجه جنوب السودان، وهو أحد الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم وفقاً للأمم المتحدة، فيضانات متكررة على مدى السنوات الأربع الماضية تسببت الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في حوض بحيرة فيكتوريا في فيضان منطقة السد، وهي منطقة مستنقعات ضخمة تمتد من 30 ألف كيلومتر مربع  إلى 90 ألف كيلومتر مربع حسب الموسم، إلى السهول الفيضية للنيل الأبيض وروافده وقال بيل نال، خبير برنامج الأغذية العالمي المسؤول عن أبحاث الفيضانات ومراقبتها لقد تضاعفت مساحة المناطق التي غمرتها الفيضانات بشكل دائم ثلاث مرات اليوم، وقد غمرت المياه ما بين 12 إلى 15% من سطح جنوب السودان مقابل 5% سابقًا[9].

رئيس جزر القمر يترشح لولاية ثالثة للانتخابات المقبلة

يترشح الرئيس غزالي عثماني لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الأحد 14 يناير والتي يبدو أنها مصممة خصيصًا له، وقد تم انتخاب العقيد المتقاعد لأول مرة في عام 1999 بعد انقلاب، وهو يترشح لولاية ثالثة على التوالي في الأرخبيل الذي يبلغ عدد سكانه 870 ألف نسمة وأثارت مدة رئاسته وقبضته على المؤسسات في جزر القمر مخاوف المعارضة التي تتهم الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي بالسعي لضمان إعادة انتخابه وتسعى المعارضة في جزر القمر بشدة إلى تجنب تكرار انتخابات 2019 عندما أعيد انتخاب عثماني في الجولة الأولى بنسبة 60% من الأصوات ويشكو عدد من المرشحين من وجود مخالفات في قوائم اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة كما أن المؤسسة بطيئة في إصدار الاعتمادات لمراقبي المجتمع المدني[10].

انسحاب قوات الجيش الألماني من مالي يثير التساؤلات

من الصعب إنكار رغبة وزير الدفاع الألماني بيستوريوس في أن يترك قواته في مالي، أطول وقت ممكن، لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل، وبالتالي درء خطر الإرهاب وتدفق موجات اللاجئين إلى أوروبا، وهو أيضًا مأرب سياسي وأمني ذو حيثية مركزية بالنسبة لألمانيا بحسب قول بيستوريوس ولكن على الرغم من هذه الحقيقة وتلك الأهمية تصاعدت الأحداث السياسية في مالي وصولًا إلى ذروتها فقد واصلت الحكومة في العاصمة باماكو، التي تعاونت بشكل وثيق مع روسيا رفضها حقوق تحليق الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار الألمانية في مجالها الجوي، ما جعل مهمة الاستطلاع الألمانية صعبة وخطيرة بشكل متزايد.

وجاء القرار بإنهاء مهمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار تزامنًا مع نهاية العام ليسدل ستار النهاية على مهمة ألمانيا العسكرية في مالي، ولا تزال تنص المبادئ التوجيهية للسياسة الدفاعية الألمانية التي جرى تجديدها على أن القوات الألمانية يجب أن تظل في حالة استنفار استعدادًا للقيام بمهام السلام وتحقيق الاستقرار في المستقبل وعلى الرغم من ذلك، فقد بدا من الصعب على سبيل المثال تجهيز العملية البحرية للأمم المتحدة بشكل مناسب قبالة الساحل اللبناني[11].

المصادر:

[1] https://2u.pw/Lc1PuMz

[2] https://2u.pw/Uf42S6t

[3] https://2u.pw/cbDU0mY

[4] https://2u.pw/Ey2WJ5y

[5] https://2u.pw/iH0J53h

[6] https://2u.pw/1Cn7cPZ

[7] https://2u.pw/c163YXe

[8] https://2u.pw/eySjWUL

[9] https://2u.pw/t8VN1ch

[10] https://2u.pw/ZBZUVYb

[11] https://2u.pw/cpBHp36

كلمات مفتاحية