إعداد/ حسناء تمام كمال
يشتمل هذا التقرير علي أبرز الدراسات والأبحاث التى تناولت الشأن الأفريقي في فبراير 2023 ، بعضها بالعربية وآخر بالإنجليزية.
أولًا: الأبحاث العربية
هل تعود تنزانيا إلى المسار الديمقراطي؟
بعدما استطاعت الرئيسة “سامية” إبعاد المتشددين من حزبها وتثبيت أقدامها في السلطة، وشرعت في اتخاذ إجراءات إصلاحية، وإن كانت محدودة، يمكننا القول بأنَّ المؤشرات الأولية تنبئ عن رغبتها في انتهاج سياسات أكثر ديمقراطية وأكثر انفتاحًا على المعارضة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستتخذ حزمة الإصلاحات المأمولة دفعةً واحدةً أو في أقرب وقت ممكن، فالمرجّح أنها سوف تتبع جدولاً زمنيًّا تدريجيًّا طويل المدى، ولن تتخذ من هذه الإصلاحات إلا ما يَصُبّ وفقًا لأولوياتها هي باتجاه تحسين صورتها، وتدعيم سلطتها، وبقائها لأطول فترة ممكنة في السلطة، فلن تضع إصلاحاتها في سلَّة واحدة.[1]
تطوُّر الاستراتيجية الروسية في إفريقيا: الشراكة أم مساعي الخروج من العزلة الدولية؟
يرى أغلب المراقبين الغربيين أن روسيا تمكَّنت بالفعل من مناورة الولايات المتحدة وحلفائها في القارة الإفريقية، مطلع العام الجاري؛ فبدلًا من معاملتها كدولة مارقة عالميًّا -حسب رواية واشنطن- فإن قادة جنوب إفريقيا وإريتريا وأنجولا وإيسواتيني عاملوا لافروف كصديق حميم خلال جولته.
كما اتضح –على سبيل المثال- في عدم طرح المسألة الأوكرانية خلال زيارته لبريتوريا واجتماعاته مع وزيرة الخارجية باندور، وإعلان الأخيرة عزم بلادها على إتمام المناورات البحرية المشتركة مع روسيا (والصين)، كما تقرر سابقًا، وأنها “تدريبات مع أصدقاء”.وإن ديناميات التحرك الروسي في القارة، حسب الروايات الغربية الشائعة في واقع الأمر في الآونة الأخيرة، تقوم على إرسال أسلحة لدعم النظم السلطوية، وإرسال المرتزقة لمواجهة الجماعات المسلحة، وإن “بوتين لا يكترث ألبتة بالديمقراطية أو الفساد أو حقوق الإنسان.[2]
رئاسيات 2023م النيجيرية (1): مَن هم المترشحون؟ وهل حان دور العرّاب السياسي “بولا تينوبو” للرئاسة؟
إن دراسة جميع العوامل المطلوبة للفوز في الانتخابات الرئاسية بنيجيريا تؤدي إلى القول بإمكانية فوز “بولا أحمد تينوبو”؛ حيث تتمتع حملاته بجميع هذه العوامل, بما في ذلك الهياكل الحزبية، ودعم مدن الولايات الشمالية والجنوبية الرئيسية، وتوفير الموارد المالية والقوى العاملة (أتباعه وتلاميذه السياسيون والمستفيدون منه موجودون في معظم القطاعات النيجيرية والمقاعد السياسية في العاصمة أبوجا). هذا إلى جانب شغله كأحد القادة الوطنيين المحترمين داخل حزب “مؤتمر جميع التقدميين” الحاكم.
وفي حين كشفت استطلاعات مختلفة في العام الماضي أن هذه الانتخابات ستكون منافسة محتدمة بين ثلاثة مترشحين رئيسيين (“بولا تينوبو”، و”أتيكو أبو بكر”، و”بيتر أوبي”), فقد رجَّحت استطلاعات أخرى فوز “بيتر أوبي”- المترشح النصراني من جنوب الشرق تحت راية “حزب العمل”. ومع ذلك, كشفت مؤسسة “فيتش سوليوشنز”( أن “بولا تينوبو” سيفوز في الانتخابات القادمة, ويعضد هذا أيضًا مواقف وتصريحات الكثيرين من خبراء السياسة النيجيرية وقادة الحزب الحاكم, بمن فيهم الرئيس “بخاري”, الذين يؤكدون الفوز لـ”تينوبو”. [3]
الدبلوماسية البابوية وإفريقيا.. دلالات وأبعاد رحلة البابا فرنسيس الإفريقية
إن الفاتيكان ، المعروف أيضًا باسم الكرسي الرسولي، تاريخ طويل من العلاقات مع إفريقيا، ربما يعود ذلك الارتباط إلى العصر المسيحي المبكر. كما أن للكنيسة الكاثوليكية حضور كبير في إفريقيا، حيث تضم ملايين الأتباع وعدد كبير من الكهنة والأساقفة والقادة الدينيين الآخرين. وفي العقود الأخيرة ، سعى الفاتيكان إلى تعزيز علاقاته مع الدول الإفريقية من خلال مبادرات مختلفة ، بما في ذلك الجهود الدبلوماسية وبرامج المساعدة والتواصل الديني. وقد أعطى البابا فرانسيس الكرسي الرسولي قوة دفع أيضًا في تعزيز السلام والعدالة الاجتماعية في إفريقيا، وتحدث عن مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية التي تؤثر على القارة ، مثل الفقر والصراع وانتهاكات حقوق الإنسان.[4]
الدور العسكري الصيني في القرن الإفريقي: الأنماط والتحديات
جاء الوجود العسكري في القرن الإفريقي متباينًا بالسلب والإيجاب بالنسبة لمصالح دول القرن الإفريقي، فالقاعدة العسكرية الصينية تتيح وجودًا دبلوماسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا قويًّا، والقلق هو أن الوجود التجاري الصيني الموسَّع بالمنطقة سيؤدي في النهاية إلى وجود عسكري موسَّع، ومن شأنه أن يحول ديناميكيات القوة للتنظيمات الإرهابية، ولا يقوّض الهيمنة بحيث تزيد الهجمات الإرهابية على المناطق التي تستوطنها القوات الأجنبية، وهذا يضرّ بالمواطنين الأبرياء.
ويشير السعي وراء إنشاء وتعزيز بنية تحتية تجارية واسعة النطاق إلى نية استراتيجية لتوسيع الوجود العسكري الصيني عبر الدول الإفريقية في أعقاب مبادرة الحزام والطريق، ولذا نرى الصين تدعم القرن الإفريقي بطريقة هادفة ومثالية. ويرجع الاهتمام الصيني بالقرن الإفريقي، وتعزيزها لوجودها العسكري المتنامي في المنطقة، وعلى وجه الخصوص جيبوتي التي أقامت بها قاعدة عسكرية؛ إلى أنها تحتفظ بنظام سياسي مستقر في القرن الإفريقي الذي مرَّ بالكثير من الصراعات والأزمات الداخلية، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي بالمنطقة.[5]
إفريقيا والديمقراطية: قراءة في المشهد الانتخابي لعام 2023م
على الرغم من دخول التجارب الديمقراطية الإفريقية عقدها السابع منذ جلاء الاستعمار التقليدي؛ إلا أن المشهد السياسي لا يزال يخلو من ديمقراطية واحدة راسخة، بل وبعدما قطعت بعض الديمقراطيات الإفريقية الواعدة شوطًا كبيرًا على المسار الصحيح، تدهورت حالة الديمقراطية فيها بدرجات متفاوتة، وقد تنوّعت أسباب هذا التدهور بين الانقلابات العسكرية، والصراعات السياسية، واستبداد الحكام، والعنف المسلح، والتدخلات الخارجية.فعلى سبيل المثال لا الحصر: عصفت الصراعات السياسية بالتجربة التونسية، وعصفت الصراعات السياسية والعنف المسلح بتجارب إثيوبيا والصومال وإفريقيا الوسطى، بينما أودت الانقلابات العسكرية بالحياة السياسية برُمّتها في تشاد ومالي وغينيا كوناكري وبوركينا فاسو والسودان، فيما حال الاستبداد دون سلوك المسار الديمقراطي في الكاميرون وغينيا الاستوائية ورواندا. ولا يعني ذلك عدم وجود تجارب واعدة كما في السنغال وكينيا وموريشيوس وبنين وغيرها. [6]
ثانيًا: الأبحاث الأجنبية
توجهات الهجرة الأفريقية الواجب مراقبتها في عام ٢٠٢٣
يواجه ما يقدر بنحو ١٥ في المئة من المهاجرين الأفارقة، ومعظمهم ممن يسافرون بدون وثائق رسمية، مستويات عالية من مخاطر التعرض للاستغلال والاتجار، إما طوال مسار رحلتهم أو في بلد المقصد. فليبيا، على سبيل المثال، لا تزال وجهة بالغة الخطورة بالنسبة للمهاجرين، مع ورود تقارير مستمرة حول عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والاضطهاد واسترقاق المهاجرين من قبل القائمين بالاتجار والميليشيات، وحتى بعض السلطات داخل الدولة. لا يزال سكان شمال إفريقيا في صدارة الأفارقة الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى أوروبا. ومن المرجح أن يؤدي التراجع المستمر للمؤسسات الديمقراطية مع الصعوبات الاقتصادية في دول شمال إفريقيا مثل تونس ومصر والجزائر وليبيا إلى توجه المزيد من الأشخاص نحو أوروبا. فقد وثقت أفريقيا أكثر من ٩٠٠٠ حالة وفاة مرتبطة بالهجرة منذ عام ٢٠١٤. كما فقد ما يزيد على ٢٥ ألف شخص وهم يعبرون المياه بين أفريقيا وأوروبا. لا تزال العديد من البلدان تتعامل مع الهجرة على أنها جريمة وليست مؤشرًا، وتحديدًا الفرص الاقتصادية المحدودة وصعوبة الوصول إلى مسارات آمنة ونظامية للمهاجرين.[7]
قائمة المراقبة 2023
دخل تمرد إسلامي في موزمبيق، المعروف محليًا باسم حركة الشباب (على الرغم من أنه يختلف عن الجماعة المماثلة في الصومال) عامه السادس. منذ أن بدأوا هجماتهم في أكتوبر 2017، قتل المسلحون في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية الغنية بالموارد في البلاد أكثر من 4500 شخص وشردوا أكثر من مليون، معظمهم من النساء والأطفال. ساعدت القوات من رواندا ودول منطقة الجنوب الأفريقي في احتواء التمرد. ومع ذلك، يستمر عنف التنظيم ضد المدنيين، وفي مايو 2022، اعترفت القيادة المركزية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بحركة الشباب كواحدة من محافظاتها. بينما ضعفوا لدرجة أنهم لا يشنون هجمات معقدة، كما فعلوا في السنوات الماضية، يواصل المتمردون اللجوء إلى تكتيكات حرب العصابات ويشكلون تهديدًا ليس فقط لموزمبيق ولكن لدول أخرى في المنطقة..[8]
جمهورية الكونغو الديمقراطية، عملاق عاجز ضد التدخل الرواندي
لم تتجاوز الولايات المتحدة دعوة بسيطة للنظام ضد تدخل كيغالي الضار. وقال دبلوماسي أوروبي: «يُنظر إلى رواندا على أنها ركيزة للاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى وشريك موثوق به، وهذا ليس هو حال جمهورية الكونغو الديمقراطية». بجانب أن «استبداد النظام الرواندي، الذي خنق الحياة الديمقراطية كلها، لم يتخلله سوى صمت القوى العظمى». وهكذا تواصل رواندا الحصول على موافقة المنظمات المالية الدولية على إصلاحاتها وانضباطها المالي المثالي في بيئة إقليمية فاسدة. كما يقدر شركاؤها موقف جيشها. رواندا هي ثالث أكبر مساهم بحفظة السلام في العالم. هذا ناهيك عن تدخلاتها العسكرية أو التدخلات التدريبية، خارج الأمم المتحدة، في موزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى وبنين. هذه كلها مناطق تتمتع فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية بسجل حافل.[9]
استكشاف الآثار الرئيسية للحرب الروسية الأوكرانية على سياسة الطاقة في إفريقيا
لقد قدمت الحرب الروسية الأوكرانية بلا شك هزة لأمن الطاقة الأوروبي، حيث أن التداعيات الجيوسياسية لاعتماد الاتحاد الأوروبي الشديد على واردات النفط والغاز من روسيا تتسبب الآن في بحث الكتلة عن مصادر بديلة للطاقة. كان لهذا التطور تأثير غير مباشر على البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، وخاصة البلدان الأفريقية. ومع ذلك، فإن المشهد المتغير للطاقة يمثل أيضًا فرصة للبلدان الأفريقية للاستفادة من هذه الفجوة، التي لا يمكن تحقيقها إلا بالإرادة السياسية للقادة السياسيين في القارة..[10]
انتخابات نيجيريا 2023: البحث عن الإيرادات غير المربوطة
غالبًا ما تبدو كل انتخابات على أنها الأهم في تاريخ الدولة. لكن لمرة واحدة، هذا يستحق التسمية. نيجيريا على مفترق طرق، والفشل في مواجهة هذه التحديات يخاطر بإرسال البلاد إلى حفرة أعمق قد يستغرق الأمر جيلًا للخروج منها. المشاكل صعبة، لكن لا يتجاوز براعة الإنسان السيطرة عليها والبدء في تغيير الأمور.لا يسع المرء إلا أن يأمل أن أولئك الذين يتنافسون حاليًا على السلطة يفكرون في هذا بجدية ورصانة كما تتطلب اللحظة.[11]
تاريخ ناميبيا الطويل في العدالة المناهضة للاستعمار
يُظهر مثال ناميبيا أن سياسات التعويض الأفريقية، بعيدًا عن كونها اتجاهًا حديثًا، لها جذور عميقة تعود إلى الاستعمار نفسه. لم ينتظر الأفارقة المستعمرون الاستقلال للمطالبة بإعادة الأراضي المسروقة والمساءلة عن الاضطهاد الاستعماري.تعيد الحملات الأفريقية الحالية للعدالة التصالحية ترتيب علاقة القارة بالعالم وتوفر إمكانية إجراء حوارات دولية وإقليمية ووطنية جديدة حول تاريخ الاستعمار. إن زيادة الوعي بسوابق هذه السياسات من شأنه أن يدعم الوزن الأخلاقي لمطالبات الجبر وقد يعزز أيضًا الدعوى القانونية للتعويض.[12]
المبادرات المخصصة تهز الأمن الأفريقي
بما أن المبادرات الأمنية المتخصصة تتكون من قوات وطنية تعمل في أراضيها الوطنية، فإنها تحل جزئيًا أيضًا قضايا الموارد والتمويل التي كانت حجر عثرة رئيسي أمام الانتشار في إطار نموذج ASF. وكل بلد مسؤول عن تكلفة عملياته، وترتيبات الدعم المالي الوحيدة اللازمة هي للمقر المشترك. على الرغم من أن الشركاء الدوليين يدعمون بعض القوات الوطنية بالوقود وحصص الإعاشة وكذلك التدريب والمعدات.في حين أن المبادرات الأمنية المخصصة قد تحصل على إذن وتأييد ودعم من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إلا أنها لا يتم نشرها تحت قيادتها. وبدلاً من ذلك، تقتصر هذه المنظمات على تسهيل الدعم السياسي والمادي. وقد مكنها ذلك من إعادة تنشيط الحقائق على أرض الواقع، وحصد ذلك نجاحا عمليا. ويجري حاليا تنقيح مفهوم أسيفا وربما يكون تكراره المقبل مرنا بما فيه الكفاية لاستيعاب نوع المبادرات الأمنية المخصصة التي يزداد الطلب عليها.[13]
زخم الشباب قد يدفع بيتر أوبي إلى الرئاسة النيجيرية
من المتوقع أن يفوز حزب العمل بشكل كبير في المناطق الجنوبية الشرقية والجنوبية الجنوبية والشمالية الوسطى بما في ذلك تارابا وإقليم العاصمة الفيدرالية بإجمالي ثماني عشرة ولاية على الأقل. من المتوقع أن يخوض أوبي نزهة جيدة في لاغوس لكنه قد لا يفوز ومن المرجح أن يتعدى على أويو وأوجون وإكيتي وباوتشي وسوكوتو وجنوب كادونا وجنوب بورنو. مع كل هذا، فإن احتمال انتشاره عبر الولايات الـ 24 المطلوبة لانتخابه في الجولة الأولى ممكن ولكنه غير مؤكد.في هذه اللحظة، يبدو أننا نتجه إلى جولة الإعادة، حيث سيواجه المرشحان الأولان بعضهما البعض في حملة جديدة. لكن لا يزال كل شيء للعب مع المرشحين الذين يريدون أن يتصدروا صناديق الاقتراع في 25 فبراير[14]
قائمة المصادر
[2] https://is.gd/3GIZyJ