إعداد: بسمة أنور
أجرت الخارجية الروسية خلال السنوات الأخيرة عدة جولات دبلوماسية في القارة الأفريقية، هادفة إلى بناء تحالفات مع الدول الإفريقية الموالية لها، وكان أخرها جولة لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في أواخر الشهر الماضي حيث قام بزيارة عدة دول أفريقية، ليثبت أن العزلة المفروضة على موسكو غربية ليس إلا، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من جانبها لتعزيز التعاون العسكري الاقتصادي والسياسي مع الدول الإفريقية الغارقة في الصراعات أسوة بما حدث إبان الحقبة السوفيتية، فقد صارت روسيا أكبر مورد للأسلحة إلى إفريقيا، حيث يزود القارة السمراء بنصف الأسلحة التى تتدفق إليها تقريبا، كما أنه يرسل المرتزقة الروس والمستشارين السياسيين الذين يتوزعون فى عدة دول أفريقية، ومحاولة ملء الفراغ الفرنسي في منطقة الصحراء الكبرى، كل ذلك كمحاولات للبحث عن وطئ قدما “للدب الروسي” بالقارة السمراء، من خلال دوافعها الكامنة لإنشاء قاعدة عسكرية بالقارة السمراء، وبعد محاولات عدة، وجهت جهودها نحو اريتريا، والتي نالت إستقلالها عن إثيوبيا عام 1991، وبدات تتطور العلاقة الدبلوماسية بين موسكو وأسمرة تدريجيا، وإتضح الترابط بينها من خلال المواقف المتبادلة على الساحة السياسية الدولية.
رصد مكامن موسكو في حاضناتها الإفريقية:
( موطئ قدم إستراتيجي على البحر الأحمر “الحلم الروسي ):
دفع مسار الأحداث على الساحة السياسية الدولية روسيا الاتحادية نحو تطوير علاقاتها مع إفريقيا من جديد، مما أعادها للقارة العجوز بعد فتور طويل طبع علاقات الطرفين، كان لانهيار الاتحاد السوفياتي عامل كبير فيه؛ فقد انحسرت الصِّلات التقليدية والولاءات الإستراتيجية التي نسجتها روسيا بأفريقيا إبان فترة الحرب الباردة، أهملت القيادة الروسية القارة السمراء لعقود، بدأت تزدهر العلاقات بينهما – موسكو وأفريقيا- من جديد خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ولكن بخطوات متعثرة، وكانت العقوبات الأقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على روسيا تعتبر بمثابة نقطة تحول كبرى في السياسة الروسية تجاه القارة الإفريقية ، لتحقيق عدة أهداف استراتيجية في أفريقيا ما بين (اقتصادية وسياسية وعسكرية)، فقد أصبحت أفريقيا منطقة نشاط حيوي في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها، فمن ضمن أهداف موسكو في أفريقيا ما أعلنه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن تحقيق إستراتيجية “التحول” باتجاه إفريقيا عقب العقوبات الغربية لضمه شبه جزيرة القرم 2014م.
لم تتوقف طموح روسيا إلى هذا الحد، بل تتطلع لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر نظرا لأهميته الأستراتيجية والجيوبوليتيكية القصوى، وموقعه الجغرافي المميز الذي يربط قارات العالم القديم (أسيا وأفريقيا وأوروبا)، فهو يشكل أحد أهم الممرات المائية الرئيسية للملاحة والتجارة الدولية حيث تم الأعتماد عليه في إستيراد النفط، وكذلك المواد الخام للمعسكر الغربي، ولذا سعت روسيا بشكل حثيث خلال السنوات الأخيرة لإيجاد موطئ قدم به، لتحقيق اهدافها الجيوسياسية هناك، فكان أمامها خياران لإقامة قاعدة عسكرية على طول البحر الأحمر، الخيار الأول: عرض قدمه الرئيس الارتري (أسياس أفورقي) لروسيا باستخدام ميناء “عصب” كقاعدة عسكرية عقب مغادرة القوات الإماراتية فى نيسان/ إبريل 2021، والخيار الثاني: إقامة قاعدة عسكرية فى ميناء “بورتسودان” السودانية في حزيران/ يونيو من نفس العام، فتجاهلت موسكو الخيار الأول وتمسكت بالثاني نظرا لتنامي العلاقات بينهما طيلة عام – موسكو والخرطوم – لكن أحلام موسكو تبددت بالإطاحة ب”عمر البشير” والذى صرح بأن السودان سيصبح مفتاح روسيا لإفريقيا، وذلك لتحفيز روسيا على إنقاذه من العقوبات والأحكام الدولية التى تلاحق نظامه، وبعد سقوط البشير حاولت روسيا التودود إلى الحكومات المتعاقبة وقدمت لها العديد من الإغراءات، إلا إنها لم ترقي للطموحات والمطالب السودانية والتى شملت صواريخ مضادة للطائرات من طراز (إس – 400) وطائرات سوخري، وعلى الصعيد الدبلوماسي فقد أصبحت السودان اكثر ميلا للتأني في علاقاتها مع موسكو لا سيما أن الحكومة السودانية قد حصلت بدورها على الإنفتاح الدبلوماسي الذى لطالما سعت له من الولايات المتحدة بعد تعيين واشنطن أول سفير لها في الخرطوم منذ اكثر من 25 عاما في أغسطس/ اب 2022 وهو أمر ساهم في إبعاد السودان عن روسيا، لذا فقد انهارت طموحات روسيا بانشاء قاعدة بحرية فى مدينة “بورتسودان” المطلة على البحر الاحمر، وعادت موسكو للخيار الأول لكن من زاوية إخرى وهو “ميناء مصوع” والذى تستطيع موسكو من خلاله تثبيت أقدامها في القارة الأفريقية والتغلغل في منطقة القرن الأفريقي.
رغم انغماس روسيا في الحرب الأوكرانية وتضاءل دورها الاقتصادي عالميا لكثرة العقوبات المفروضة عليها وشدتها، لا تزال موسكو حريصة على توسيع علاقاتها مع الدول الإفريقية، لا سيما الإستبدادية منها، التي تنجذب عادة إلى مدار الروس بوصفها دولة غير مهتمة بالضغط لأجل الديمقراطية أو حقوق الإنسان، فقد نجحت موسكو في استمالة عدد من الدول إلى صفها أثناء التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس/ آذار 2022م بإدانة العدوان الروسي وطالبتها بالانسحاب من أوكرانيا وكان منطلق الانفتاح الروسي على أفريقيا من طموح موسكو الساعي لمنافسة القوى العالمية التي بدأت تتسارع على أفريقيا طوال العقدين الأخيرين، واستطاعت موسكو كسب تأييد الدول الأفريقية في إطار الاصطفافات بجانبها في الملفات الخلافية الدولية. فقد أظهرت روسيا في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بأفريقيا تعددت مظاهره ما بين السياسي والاقتصادي، وذلك عبر مساندة المواقف الأفريقية وتوجيه مؤسسات استثمارية روسية للعمل في أفريقيا.
ومع صدام شديد الواطئة بأوروبا، تتجاذب الولايات المتحدة وروسيا طرفي الخيط في أفريقيا، لترسما ملامح حرب باردة جديدة في القارة السمراء. حيث أصبحت الأخيرة رقعة شطرنج يحرك أحجارها الزيارات الدبلوماسية المتتالية لكل من روسيا وأمريكا للدول الأفريقية الأجدر لمصالحهم.
وبالتواجد الروسي المفاجئ بالقارة السمراء بعد الحرب الأوكرانية ومحاولتها التخفيف من وطئت العقوبات عليها، لكن بحركها الدبلوماسي المتزايد في الفترة الأخيرة، خاصة جولة لافروف، كانت نقطة تحول في السياسة الأمريكية ومحاولات تواجدها بالقارة الإفريقية لمواجهة النفوذ الروسي، والتي شملت إعادة صياغة شاملة لسياسة الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث اعتزمت مواجهة الوجود الروسي والصيني وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب. خاصا وأن معظم الدول الأفريقية، التي تدرك أهمية المصالح الاقتصادية والعلاقات التاريخية مع كل من روسيا والغرب، قد رفضت الانحياز لأي طرف في الأزمة الأوكرانية، الأكثر من ذلك أن الكونجرس قلق أيضًا بشأن نجاح روسيا الأخير في حشد التأييد بين الزعماء الأفارقة ضد العقوبات الغربية، وفي ظل هذا التوصيف الحالي لوضع التنافس بين موسكو واشنطن، فإن المستقبل يمكن أن يحمل تجليات حرب باردة جديدة بين القوتين في أفريقيا، يحسمها الأكثر اهتماما وقربا وحسما في قضايا القارة.
ميناء مصوع الأريتري “الفرصة السانحة”:
أبدت روسيا اهتماما ملحوظا في السنوات الأخيرة الماضية بالتواجد في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي، فبعد فشل روسيا في إقامة قاعدة عسكرية في ميناء “بورتسودان”، ولعدم وجود لها أي قاعدة عسكرية بالمنطقة غير قاعدة “طرطوس” في سوريا في البحر المتوسط وترى أنها غير كافية، ولذا بدأت تسعى لموقع استراتيجي لإقامة قاعدة عسكرية جديدة مطلة على البحر الأحمر إما في ( الصومال أو جيبوتي أو أريتريا ).
لذا توجهت أنظار روسيا صوب أريتريا، لموقعها عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والذي إكسابها مكانة استراتيجية جعلها مطمعا لقوى إقليمية ودولية، بالإضافة إلى استراتيجية هذه المواني الإريترية المُقامَة على البحر الأحمر لا تتوقف على كونها ممرا ملاحيا مهمّا فقط، وإنما يُضاف إلى ذلك كونها معبرا رئيسيا لتصدير نفط الخليج إلى الأسواق العالمية، كما أنها تمثل مركز الربط الأساسي ونقطة عبور الحركة التجارية بين (البحر المتوسط والمحيط الهندي وبحر العرب)، لذلك تُعد السيطرة على البحر الأحمر في غاية الأهمية للدول الطامعة، خصوصا وأن هذا البحر يَعِد واحدا من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم، فهو رابط بين (إفريقيا وآسيا وأوروبا).
علاوة على ذلك، تكمن أهمية دولة إريتريا في امتلاكها عدد هام من الجزر المطلّة على البحر الأحمر وعددها 126 جزيرة، ومن ضمنهم جزيرتا“ حالب ”و ”فاطمة”، وهما الأكثر أهمية لوقوعهما أمام مضيق“ باب المندب”، ويقعان أمام أرخبيل“ حنيش ”البالغ عدده 43 جزيرة والذي يتبع اليمن، كما تطلّ جُزرها على الجزر السعودية، ما زاد من عمقها الاستراتيجي بالنسبة للخليج العربي والمنطقة العربية،، ولتمتد إلى منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لإطلالتها على البحر الأحمر وامتلاكها ساحل طويل أثّر كبير في جعلها محط أطماع اقتصادية لدول إقليمية وكذلك دولية، ومحط استهداف استراتيجي تحاول من خلاله الدول الطامعة في استثماره لتحقيق أهدافها بالسيطرة على الممرات التجارية وتطويق منطقتي “القرن الأفريقي والشرق الأوسط”، ورغم أن السياسة الروسية ترى أنها شريك غير مناسب – أريتريا- ولا يمكن الاعتماد عليه في بناء شراكات حتى ولو كان هذا النظام داعما لها، لفقدنه للواء السياسي، فهي تتعاون وفق مصالحها الآنية – أسمرة – وتقلبات الأوضاع الجيوسياسية في الإقليم، فتكون تارة مع المعسكر الغربي وتارة أخرى مع روسيا والصين وإيران، وجميعهم يتنافسون من أجل الاستحواذ على الموانئ في خليج عدن والبحر الأحمر والمحيط الهندي، وخاصا مضيق “باب المندب” الذي تشرف عليه اليمن وجيبوتي، والذي يعد إحدى أهم نقاط العبور البحري التي تستخدمها حاملات النفط في العالم، حيث يمرّ به ما يقرب من 4.7 ملايين برميل من النفط يوميا، وقد ازدادت أهميته بوصفه واحدا من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي.
هدف عسكري خلف ستار التعاون اللوجستي:
في مطلع العام الجاري، أعلن السفير الأريتري “بيتروس تسيغاي” لدى روسيا عن توقيع مذكرة تفاهم بين مدينة مصوع الإرترية مع قاعدة البحر الأسود الساحلية “سيفاستوبول”، وهذا الاتفاق يعبد الطريق أمام “الدب الروسي” لإقامة قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، مما سيدعم التواجد الروسي ويمكنه من تحقيق أهدافه الجيوسياسية هناك، وبعد بضعة أيام جاءت زيارة “لافروف” لإرتريا في ختام جولته الإفريقية، وذكر الجانبين – الروسي والأريتري – أنهم سيجريان دراسة مشتركة للوقوف على الفرص اللوجستية وفرص المرور التي يوفرها ميناء ومطار مصوع على البحر الأحمر، مما سيمنح روسيا امتيازات تتعلق باستخدام الإمكانات اللوجستية لميناء “مصوع”، وهذا ما أعلنه كلا الطرفين ظاهريا، وربما تفكر موسكو في وقت لاحق في إرسال عناصر من قوات “فاغنر” للتمركز في إريتريا بحجة حماية نظام الرئيس “أفورقي” لتوسيع حضورها ونفوذها في المنطقة كما هو الحال في “أفريقيا الوسطى ومالي”.
ولكن يكمن خلف هذا التعاون اللوجستي، أهداف كبرى ترمي إلى تمكين التواجد الروسي بالمنطقة، لتحقيق أهداف جيوسياسية وعسكرية، ويبدو أهمها:
1- نظرا لحساسية موقع أريتريا المطل على البحر الأحمر والمجاور لمضيق باب المندب، فإنه سيساعد التواجد الروسي في التغلغل إلى داخل أفريقيا عبر الوجود في المواني المطلة على البحر الأحمر، وبناء قواعد عسكرية في مناطق حاكمة واستراتيجية في الشواطئ الإفريقية، وإحكام قبضتها – روسيا- على كثير من موارد القارة، في مقابل تقديم الخدمات اللوجستية والدعم السياسي والدبلوماسي وحماية النظام الحاكم والمساعدات الدفاعية والأمنية وخبرات التحكم في الأمراض والأوبئة.
2- ومن خلال هذا الاتفاق والتعاون اللوجستي المزعوم ستتمكن روسيا من تعزيز مكانتها على خريطة القوى الكبرى في العالم، إضافة إلى تخفيف حدة العزلة الدولية المفروضة عليها من قبل المعسكر الغربي، عقب ضمها شبه جزيرة القرم وغزو أوكرانيا.
3- كما يمكنها تعزيز صادراتها بمنطقة القرن الأفريقي، والترويج لها بالمنطقة المضطربة أمنيا، ونظرا لصدارة روسيا في المراكز الأولى لقائمة الدول الموردة للأسلحة في أفريقيا
4- يبدو أن روسيا تريد أن تجعل أريتريا مفتاحا للقرن الأفريقي، تستطيع من خلاله التمدد إلى أهم دول المنطقة وهي: (إثيوبيا وجيبوتي والصومال) وهو ما يعزز السياسة الروسية التوسعية في القارة الإفريقية.
5- هذا إلى جانب إحكام قبضتها على بعض المضايق المائية الاستراتيجية بما في ذلك مضيق باب المندب، لإمكانها استخدامه كورقة ضغط لإجبار الولايات المتحدة والغرب على غض الطرف عن بعض الملفات الشائكة، مثل: الملف الأوكراني، وكما يمكنها التأثير على بعض المناطق الاستراتيجية في الجوار الجغرافي، مثل: “المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط.”.
6- كما يساعد على تقوية دور روسيا المنافس في المناطق التي تحوي مخزون هائل من احتياطي النفط مثل “الصومال وأثيوبيا”.
الخاتمة:
رغم أن روسيا جاءت متأخرة لأفريقيا إلا أنها استطاعت اللحاق بالركب واستطاعت جذب الكثير من الدول الأفريقية كحلفاء وداعمين لها على الساحة الدولية، وتنظر إلى القارة السمراء على أنها إمكانية جديدة للتعاون وتطوير العلاقات بعيداً عن الدول الأوروبية، هذا إلى جانب احتياج بعض الدول الأفريقية للدعم الروسي لمواجهة أمريكا والمنظمات الدولية كدرع واقع يحميهم من الانقلابات والعقوبات الدولية ولذا تصور موسكو نفسها بأنها المدافعة عن القارة الأفريقية ومصالحها .
وعلى الجانب الآخر, فإن سيطرة روسيا على ميناء مصوع الإرتري يعد بمثابة “الورقة الرابحة” التي يستطيع من خلالها التوغل في أفريقيا خاصة دول القرن الإفريقي، والتحكم في المضايق والممرات الملاحية بالبحر الأحمر بما فيها مضيق باب المندب، وهي فرصة محتملة لتعزيز نفوذ موسكو في البحر الأحمر هذا إلى جانب استخدم روسيا لهذا الموقع الإستراتيجي، لتوجيه أنظار أمريكا والغرب بعيدا عن قضاياها الدولية وملاحقتهم لها بالإدانة، ولذا بات التنافس قائم على المصلحة المطلقة للقوى الكبرى بغض الطرف عن صالح الإقليم، ولذلك اتخذت موسكو التعاون اللوجستيي غطاء لهدفها العسكري بإقامة قاعدة عسكرية، لحماية مصالحها بالمنطقة.
فعلى الأرجح، من خلال الدعم الأفريقي الكبير لروسيا وخاصة الموقف الأريتري تجاها، فقد تتمكن – موسكو- من إنشاء قاعدة عسكرية بميناء مصوع، والتى لم يتم الإعلان عنها صراحة، ولكنه تم قرأته من بين السطور، من سعي روسيا الدأوب ومحاولاتها المتكررة لإقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، ولن تستطيع واشنطن إيقاف إنشائها – القاعدة العسكرية الروسية – لحالة العداء السائدة بين الولايات المتحدة وأغلب الدول الأفريقية وعلى الأخص أريتريا.