بقلم السفير : محمد الصوفي
تبدأ نائبة الرئيس الأمريكي” كامالا هاريس” يوم الأحد هذا 26 مارس جولة مدتها أسبوع تزور خلالها ثلاثة بلدان إفريقية و تعتبر الجولة من وجهة نظر المراقبين تأكيدا للاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة الأمريكية للقارة الإفريقية وتماشيا مع العبارة التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الأمريكية “أنتوني ابلينكن” في خطابه ألاختتامي لقمة الولايات المتحدة وإفريقيا منتصف شهر ديسمبر الماضي حين قال: “ستروننا في المستقبل نزور إفريقيا دائما “.
وبالفعل بعد زيارة كاتبة الدولة للخزينة والسيدة الأولى “جيل بايدن “وبعد زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية نفسه، وفي انتظار زيارة الرئيس “بايدن” للقارة، ها هي الشخصية الثانية في الجهاز التنفيذي الأمريكي تبدأ زيارة لتواصل متابعة نتائج قمة الولايات المتحدة وإفريقيا الماضية.
الرسالة التي يحملها هؤلاء المسؤولون الأمريكيون السامون هي نفسها وهي إقناع الأفارقة بأن تصور وخطاب الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه إفريقيا قد تغير وأن الخطاب بين الطرفين اصبح الآن يتناول أشياء أخرى غير الأزمات وعدم الاستقرار.
يعني ذلك حسب ما يريده المسؤولون الأمريكيون أن سفر الشخصية الثانية في الجهاز التنفيذي الأمريكي إلى القارة يندرج ضمن نظرة مستقبلية تتناول الآفاق المستقبلية في مجالات التكنولوجيا والشباب وقد اختارت نائبة الرئيس الأمريكي لجولتها هذه المرة دولا لا تواجه أزمات ولا رهانات في مجال الأمن والفقر و الحكامة بخلاف بلدان أخرى في القارة خاصة في منطقة الساحل الأفريقي.
وعلى العكس من حكمها أنظمة بلدان افريقية أخرى تشيد الإدارة الأمريكية بالإنجازات الديمقراطية في البلدان التي تشملها زيارة نائب الرئيس الأمريكية وهي “غانا” أولا ثم “تانزانيا” التي رفعت رئيستها إجراءات الحظر التي كانت مفروضة على أحزاب المعارضة وستختتم نائبة الرئيس الأمريكي زيارتها بـ”زامبيا” التي كانت قد زارتها صغرها لأن جدها المنحدر من أصول هندية كان يعمل في هذا البلد.
وفي كل واحدة من محطات هذه الجولة ستلتقي “كمالا هاريس” برؤساء الدول ولكن أيضا ستجتمع بممثلين للمجتمع المدني في البلدان المزورة.
ويتوقع المحيطون بنائبة الرئيس الأمريكي أن تحظى الزيارة باستقبال حار من الأوساط الشعبية نظرا لأن “كمالا هاريس” هي أول امرأة تحمل أصول إفريقية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى منصب نائبة الرئيس. ويتوقع الكثير من المحللين في الولايات المتحدة الأمريكية أن تصل إلى رئاسة الولايات المتحدة نظرا لمسارها الفريد.
فقد كانت رائدة في جميع المناصب التي احتلتها حتى الآن فهي أول امرأة تنحدر من الأقليات تصبح وكيلة الجمهورية في ولاية كاليفورنيا وهي أول امرأة من أصول إفريقية تصل إلى عضوية مجلس الشيوخ عن هذه الولاية وهي ،كما ذكرنا ،أول امرأة أمريكية من أصول إفريقية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي، فهي شخصية استثنائية والدها من جمايكا وأمها من أصول هندية وقد عاشت في طفولتها قرب أسماء كبيرة في النضال من أجل الحقوق المدنية فهي ترمز إلى الكثير بالنسبة للأمريكيين وقد كرَّس لها أحد الكتاب الأمريكيين المرموقين كتابا تحت عنوان “الوريثة” في إشارة إلى إمكانية أن تصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.