هل بوركينا افاسو تستلهم من مالي في علاقاتها مع فرنسا؟

بقلم السفير محمد الصوفي

السؤال مطروح بالتزامن مع تدهور العلاقات بين فرنسا و بوركينا افاسو في ظل التقارب بين بوركينافاسو ومالي الذي سبق أن قطع علاقاته بكافة مستوياتها مع باريس ومن مؤشرات هذا التقارب أن أول سفر للنقيب ابراهيم اتراروي إلى الخارج كان إلى باماكو في يوم 3 نوفمبر من السنة الماضية حيث التقى بنظيره آصمي غويتا وقد صرح الرئيسان بعد اللقاء أن البلدين يسعيان من الآن فصاعدا إلى توطيد التعاون بينهما خاصة في المجال الأمني.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون رئيس المجلس العسكري في مالي قد اغتنم زيارة الرئيس البوركينابي الجديد لينصحه بالانضمام إليه من أجل تعزيز محور واكودوكو موسكو وهو ما يعني التخفيف من العلاقة مع فرنسا و يلاحظ المراقبون أن الأعلام الروسية أصبحت ترفرف في شوارع واكادوكو والمدن الأخرى أثناء تحركات الشارع..
واستقبل الوزير الأول في بوركينافاسو بعد هذه الزيارة بشهر السفير الفرنسي في واكادوكو يوم 29 نوفمبر ولكن الهوة استمرت في الاتساع لأن باريس لم تستجب لطلب واكادوكو الذي ابلغه الوزير الأول البوركينابي إلى السفير الفرنسي بتقديم مساعدة مالية لتمويل المتطوعين دفاعا عن أراضي بوركينافاسو حسب تعبير مصدر رسمي في بوركينافاسو.
وردا على ذلك الرفض أعلن رئيس الحكومة في بوركينافاسو أن بعض الشركاء ليسوا ملتزمين دائما بمساعدتنا وعليه فإننا نسعى لتنويع علاقاتنا في هذا المجال وقام بزيارة وصفت بالسرية إلى روسيا بداية شهر ديسمبر المنصرم .
وفي بداية يناير الحالي قطعت الأزمة خطوات أخرى نحو التصعيد حين طلبت واكادوكو من السفير الفرنسي مغادرة البلاد تماما مثل ما فعلت باماكو حين طردت السفير الفرنسي واتبعت ذلك بطلب مغادرة القوات الفرنسية بفترة وجيزة وهو ما يحصل الآن تماما في واكادوكو.
يرى المراقبون أن فرنسا تشترط تصريحا من رئيس الفترة الانتقالية في بوركينافاسوالنقيب ابراهيم اتراوي . ويرى نفس المراقبين أن باريس تسعى من وراء هذا الموقف إلى كسب الوقت لأن اتفاقيات الدفاع الموقعة بين الطرفين في سنة 2018 تنص على أن مغادرة القوات الفرنسية تكون فعلية بعد شهر كامل من صدور طلب من السلطات البوركينابية بمغادرتها.
ويشير خبير في العلاقات بين البلدين إلى أن أجل شهر واحد سيخلق مشكلة لأن هذه المدة لا تكفي لمغادرة 400 رجل بعتادهم ومن الأفضل تمديد المدة إلى شهرين أو ثلاثة ودون مقارنة هذا الانسحاب بانسحاب قوة برخان من مالي ،فإن انسحاب القوة الفرنسية من أراضي بوركينافاسو في أجل شهر واحد يضع حسب الخبراء تحدي لوجستيكي كبير فلابد من إيجاد وسائل لنقل عشرات الحاويات عبر ميناء كوتونو وميناء آبيدجان وكذلك عشر مروحيات تتعين مغادرتها للأراضي البوركينابية.

كلمات مفتاحية