في ظل السياق العالمي والإقليمي المعقَّد والمتغيِّر بوتيرةٍ متسارعةٍ، تبْرُزُ أهمية الفهم العميق للتهديدات الاستراتيجية التي تواجه الأمن القومي المصري كأولويةٍ قُصْوى؛ فمصر بتاريخها العريق وموقعها الجغرافي الاستراتيجي المميز مكَّنها من لعب دور مهم في صياغة السياسات الإقليمية والدولية في فترات الحرب والسلام، ومنحها مكانةً منفردةً في العالم بملتقاه الأسيوي والأفريقي، وجعلها من اللاعبين الكبار بمنطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
وتشهد الدولة المصرية في الفترة الأخيرة تهديدات استراتيجية مباشرة وغير مباشرة، فهي تعيش وسط إقليمٍ مشتعلٍ بالصراعات والأزمات، ولا يخلو الانتهاء من صياغة نهْجٍ جديدٍ يهدف إلى تعزيز الاستقرار وخفْض التوتر الإقليمي، إلا ونجد محاولات إقليمية أو دولية لعرقلة ذلك النَّهْج عن طريق خلْق بُؤَر صراعٍ جديدةٍ، أو تنشيط صراعاتٍ كانت في حالة خمول/جمود.
نجد في هذا الصدد اشتعال الصراع “الإسرائيلي –الفلسطيني” الذي يُلْقِي بتداعياته على مستقبل القضية الفلسطينية التي تُعدُّ القضية المركزية في المنطقة؛ فتاريخيًّا: كان لهذا الصراع تأثير “الدومينو “؛ بمعنى أن تداعياته تولد آثارًا بعيدة المدى تمتد إلى ما هو أبعد من حدود “إسرائيل، وفلسطين”.
وبحكم الموقع الجغرافي لمصر، تجد القاهرة نفسها في موقعٍ يتطلب التنقيب الدقيق والتحليل الشامل للتهديدات والمخاطر التي تحيط بها من كافَّة اتجاهاتها الاستراتيجية، وتتطلب تلك التهديدات تحرُّكًا استراتيجيًّا ومدروسًا، يأخذ بعين الاعتبار التوازن الدقيق بين الأمن والتنمية، والاستقرار والتغيير، والتقاليد والابتكار.
هذا الإصدار الخاص الذي يعُدُّه مجموعةٌ من الباحثين في مركز شاف للدارسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، يهدف إلى تقديم تحليلٍ مُفصّلٍ للتهديدات الاستراتيجية (الخارجية) التي تواجه الأمن القومي المصري، كما يعرض آليات التحرك التي تعتمد مصر عليها لمواجهة هذه التهديدات، كما يقدم الإصدار عددًا من التوصيات الهامة لصُنَّاع القرار، التي من الممكن أن تدعم مصر في تعزيز أمنها القومي واستقرارها، مع الحفاظ على دورها كلاعبٍ أساسيٍّ على السَّاحة الإقليمية والدولية.
لقراءة الوثيقة المقترحة بالكامل من هنا