إعداد
د/ محمد سالم الصوفي
تضرب منطقة القرن الإفريقي موجة جفاف رهيبة هي الأسوأ منذ 40 عاما حسب الخبراء، ويخاف هؤلاء الخبراء من تفاقم خطورة الوضعية حسب التحليلات الأخيرة لمركز التوقعات المناخية الجهوي للسلطة المشتركة بين الحكومات من أجل التنمية (منظمة الإيكاد)
يعتبر موسم الأمطار الذي يبدأ في منطقة القرن الإفريقي من اكتوبر إلى ديسمبر مرحلة حاسمة بالنسبة لهذه المنطقة التي تشهد بعض مناطقها في العادة 70% من الأمطار سنويا كما في كينيا.ولكن التوقعات المناخية سيئة جدا للسنة الخامسة على التوالي بعد أن تأخرت كثيرا عن موعدها، كما أن الكميات المتساقطة حتى الآن ضئيلة جدا حتى الآن .
يُرجع أحد الخبراء هذه الوضعية في جزء منها إلى ما يسمونه ثنائية قطب المحيط الهندي وهي ظاهرة ينجم عنها تجمد سطح البحر في المنطقة. الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الأمطار من اكتوبر إلى ديسمبر، وترتبط هذه الظاهرة بظاهرة أخرى يسمونها نينيا في المحيط الهادي ما زالت مستمرة منذ 2021 وستزداد حدتها حسب أحد خبراء المركز الإقليمي لدراسة المناخ التابع لمنظمة إيكاد.
منظمات الإغاثة الإنسانية تخشى من الانعكاسات الكارثية للسنة الخامسة على التوالي من نقص الأمطار وما سيترتب على ذلك من نقص في المحاصيل الزراعية وهلاك للمواشي بسبب نقص المراعي و نقص المياه وارتفاع درجة الحرارة في الوقت الذي بلغ فيه انعدام الأمن الغذائي مستويات مقلقة جدا بالنسبة للخبراء.
فهؤلاء الخبراء يعتبرون أن الانعكاسات ستشمل أولا نقص المراعي و مصادر المياه ولكن أيضا إنتاج الأغذية فمئات الزراعات ذات النمو السريع تجري عادة في موسم الأمطار وبانعدام الأمطار تصبح الوضعية خطيرة جدا، يقول المسؤول عن تسير المخاطر في منظمة الإيكاد الذي يذكر الحكومات في المنطقة بضرورة مضاعفة العون الإنساني وتخصيص مزيد من الأموال للوقاية ومن أجل مساعد السكان الأكثر تضررا على مواجهة الآثار الكارثية السنة الخامسة على التوالي من الجفاف وما سينجم عنها من انعكاسات متعددة الإبعاد حسب تعبيره.
وفي نفس الوقت أعلنت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد من هذه الوضعية في الوقت الذي تهدد فيه المجاعة أكثر من 700.000 ألف أي نحو مليون شخص في بعض مناطق إثيوبيا والصومال ،أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق وكالتها للغوث الإنساني عن تخصيص 1.2 مليار دولار لمساعدة دول القرن الإفريقي على مواجهة الأوضاع الكارثية التي تلوح في الأفق وسيبدأ ذلك بإرسال شحنات من الأغذية والحبوب ومكملات غذائية للأطفال حسب البيان ولم تذكر المصادر جهات أخرى صدرت عنها ردود فعل على الوضعية المقلقة في منطقة القرن الإفريقي.
