آراء الطبقة السياسية في السنغال حول الحكومة الجديدة

آراء الطبقة السياسية في السنغال حول الحكومة الجديدة

عين الرئيس السنغالي يوم السبت 17 سبتمبر الجاري وزيرا أول هو الخبير المالي والمصرفي “آمادو با “الذي شكل على الفور حكومة من 38 وزيرا بالتكافؤ بين الرجال والنساء. ردود الفعل كانت سريعة على تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة وزير أول بعد أن ألغى الرئيس السنغالي هذا المنصب لفترة معينة خلال السنة قبل الماضية.

رئيس الفريق البرلماني للأغلبية قال إن الأمر يتعلق بحكومة لمواجهة الظرفية التي تمر بها البلاد ومن جانبها قالت المعارضة إن تعيين وزير أول وحكومة جديدة لا يعني بالنسبة لها شيئا ولا يعتبر حدثا سيؤثر على واقع البلاد وإنما هو حسب تعبير “آمادو سان” وهو نائب سابق ينسق أحد أجنحة المعارضة فالأمر لا يعدو كونه محاولة لصرف الأنظار عن الواقع الذي تعيشه البلاد وقال إن المعارضة تركز جهودها على تحضير الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2024 وقال إنهم سوف يعملون على رص الصفوف من أجل منع الرئيس الحالي من الترشح لمأمورية ثالثة.

 أما المجتمع المدني من جانبه فقد علق على تعيين الوزير الأول والحكومة الجديدة بالقول إن الأمر يعكس توجه الرئيس إلى التركيز على الجانب السياسي على حساب الجانب الاقتصادي الذي هو الأهم نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون وطالبوا بمعالجة هذه الوضعية التي جاء في بيان تعيين الوزير الأول آمادوبا إنه جاء لمعالجتها وهو وزير سابق للاقتصاد والمالية يبلغ من العمر 61 سنة وكان آخر منصب له وزيرا للشؤون الخارجية قبل أن يخرج من الحكومة في نوفمبر 2020 وقد رأى بعض المراقبين في ذلك الوقت في مغادرته الحكومة مؤشرا على أنه يحضر لخوض الانتخابات الرئاسية التي كانت على الأبواب إلا أنه غاب عن الأنظار وبعد فترة من الاختفاء عن الأضواء عاد بمناسبة الانتخابات المحلية في مطلع السنة الحالية ليقود لجنة تنسيق حملة الائتلاف الحاكم.

وكان الرئيس السنغالي قد ألغى منصب الوزير الأول في شهر مايو 2019 ليتراجع عن هذا القرار في ديسمبر 2021 ولكن الرأي العام بقي طيلة الأشهر العشرة الماضية في انتظار تعيين وزير أول إلى أن جاء تعيين آمادوبا في هذا السياق السياسي المعقد بالنسبة للأغلبية بعد أن حققت المعارضة بعض المكاسب أثناء الاقتراعات الأخيرة وقبل الرئاسيات المنتظرة في سنة 2024 على خلفية نقاش ساخن يزحف نحو الواجهة حول احتمال ترشح الرئيس الحالي ماكي سال لمأمورية ثالثة وهو ما لم يعلن عنه حتى الآن ولكن المراقبين يرون في اختيار آمادوبا لمنصب الوزير الأول في هذه الظرفية أمرا يتجاوز هذا المنصب بل يعكس نوايا الرئيس بالنسبة لانتخابات 2021 الرئاسية.

 فالوزير السنغالي الجديد يتمتع بمواصفات الخليفة  المحتمل للرئيس الحالي، حسب قول أحد كتاب الافتتاحيات السياسية في المواقع الإخبارية المحلية، ويرى أن هذا التعيين يقصي احتمال ترشح ماكي صال لمأمورية ثالثة على أن يقدم آمادوبا لمواجهة عثمان سونكو زميله السابق في إدارات الضرائب والعقارات.

يلاحظ المراقبون أن الرئيس أحجم عن التطرق إلى مسألة ترشحه وما يتعلق بالمأمورية الثالثة أثناء خطابه إلى الأمة مساء الجمعة 16 من الشهر الجاري مع أن الوزيرة الأولى السابقة آمنتا توري أثارت الموضوع وقالت إنه لا مجال للحديث عن مأمورية ثالثة  في الظرفية الراهنة التي يعيشها الشعب . وقالت إن الطبخة التي سواها الرئيس مع وزيره الأول الحالي آمادوبا مازالت طي الكتمان في إشارة إلى احتمال أن يكون لديه احتمال تحضيره لخلافته في رئاسة البلاد مع غياب أي مؤشر على ذلك كما أن المراقبين يتذكرون  ما  يُعرف عن الوزير الأول الجديد من عدم الرغبة في تصدر المشهد السياسي  و هروبه من الأضواء و قد يكون ذلك ،حسب رأيهم ، احد المعايير التي اختاره الرئيس على أساسها لقيادة الحكومة و الاطلاع بما قد يسنده له من مهام أخرى في المستقبل .

 

كلمات مفتاحية