منتدى دكار للأمن والسلم في إفريقيا يعقد دورته الثامنة في العاصمة السنغالية

منتدى دكار للأمن والسلم في إفريقيا يعقد دورته الثامنة في العاصمة السنغالية

أُسدِل الستار يوم الثلاثاء 25 أكتوبر الجاري على النسخة الثامنة من ما يعرف بمنتدى دكار الدولي للسلم والأمن في إفريقيا بعد يومين من النقاشات طغت عليها، حسب المراقبين، مسألة تفاقم الوضعية الأمنية في غرب إفريقيا بسبب تزايد نشاط الجماعات التي توصف بالجهادية.

 المنتدى الذي دام يومين شهد مناقشة عدة مواضيع في مقدمتها الأزمة الأمنية في غرب إفريقيا ومسألة الديمقراطية في المنطقة والسيادة الأمنية للدول الإفريقية التي ظهرت كموضوع جديد في نقاشات المنتدى.

 المشاركون في المنتدى ركزوا في بداية نقاشاتهم على ضرورة أن تقوم الدول الإفريقية بإعداد حلول ذاتية لمواجهة الإرهاب على أراضيها ولا توكل المسؤولية في ذلك إلى الشركاء الدوليين.

 ويمثِّل هذا الطرح ، في رأي المراقبين ،تحولا أو منعطفا جديدا في الخطاب الإفريقي خاصة وأن أغلب المتدخلين الأفارقة تحدثوا عن ضرورة إدخال إصلاحات على النظام العالمي من أجل إشراك إفريقيا و مراجعة مبادئ عمليات حفظ السلام لإدخال محاربة الإرهاب ضمن البنود التي تحكم هذه العمليات في نظام الأمم المتحدة.

 

وقد عرف المنتدى لحظة من الارتباك والحرج حين تدخلت كاتبة الدولة  الفرنسية لدى وزير الشؤون الخارجية ودعت إلى ما سمَّته تضامن القارة الإفريقية مع الأوربيين في مواجهة الهجمة الروسية على أوكرانيا.

وقد رد الرئيس السنغالي ماكي صال رئيس البلد المضيف بالقول “إن إفريقيا لم تكن أبدا موقف مناهض لأوكرانيا .واعتبر الكثيرون أن تدخل الوزيرة الفرنسية غير لائق وغير مرحَّب به وقد تم تفسيره على نطاق واسع بأنه أمر بتبني القراءة الأوربية للأحداث العالمية في حين رأى فيه البعض توبيخا مبطنا وإدانة لموقف الدول الإفريقية في المحافل الدولية أثناء مناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية.

 ورأى المراقبون أن طلب الوزيرة الفرنسية يعتبر سوء تقدير للظروف الراهنة لأنه جاء في وقت يزداد فيه عدد الدول الإفريقية التي تطالب على وجه التحديد بحقها في تنويع شركائها الدوليين دون أن يعني ذلك الانحياز لأي طرف.

ويرى المراقبون من جانب آخر أن الزخم الذي حظي به منتدى دكار للأمن والسلم في إفريقيا يعود في جزء كبير منه إلى خلو الساحة من منظمة إقليمية أخرى هي مجموعة دول الساحل الخمس التي توشك على التفكك بسبب المشاكل التي تواجهها الدول الأعضاء حيث أصبح نشاطها مشلولا منذ بعض الوقت.

 وكان منتدى دكار الذي يكتسي طابعا مدنيا قد جاء حسب المراقبين ردا على استبعاد السنغال من مجموعة دول الساحل الخمس حين تم إنشاؤها بإيعاز من فرنسا ومبادرة من موريتانيا التي كانت علاقاتها مع السنغال في ذلك الوقت تشهد فتورا لأسباب مرحلية.

 إلا أن السنغاليين بادروا من جانبهم وبمباركة من فرنسا بإنشاء هذا المنتدى ليسمعوا صوتهم في القضايا المطروحة في المجال الأمني في المنطقة بعد أن أخفقوا في عضوية مجموعة دول الساحل الخمس.

 رغم أن منتدى دكار يكتسي طابعا مدنيا تتعلق أعماله بالخبرات والاستراتيجيات في حين أن مجموعة دول الساحل الخمس هي ذات نشاط عسكري في مواجهة الجماعات المسلحة في نطاق محدود على دول الساحل الخمس، يقدم منتدى دكار الدولي للسلم والأمن في إفريقيا نفسه على أنه شامل للقارة الإفريقية وللعالم الآخر. فهل يمكن أن ينجح في محاولة ابتلاع دور مجموعة دول الساحل الخمس في الفترة الراهنة.

كلمات مفتاحية