قال السفير محمد العرابى
وزير الخارجية الأسبق، رئيس مجلس الأمناء في مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية
إن الاتفاق فى الرؤى والتعاون الثنائى هو أحد الأساسيات القائمة فى المرحلة الحالية بين مصر والمملكة العربية السعودية، من أجل العمل العربى المشترك ومواجهة تحديات المنطقة العربية، مشيراً إلى أن عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع مصر والمملكة قيادة وشعباً ازدادا رسوخاً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأضاف فى حواره لـ«الوطن»: «مشاركة مصر فى القمة العربية الصينية مهمة للغاية، تؤكد رسوخ وقوة الدور المصرى إقليمياً ودولياً، وهناك الكثير من التعاون بين القاهرة وبكين، لا سيما فى مجالات الاستثمار».
ما تقييمك للعلاقات الثنائية بين مصر والسعودية؟
– الاتفاق فى الرؤى والتعاون الثنائى هو أحد الأساسيات القائمة فى المرحلة الحالية بين مصر والمملكة من أجل العمل العربى المشترك ومواجهة تحديات المنطقة العربية، ودائماً يُلزم الأمر بعض الدول العربية الراسخة بقيادة المنطقة العربية، ومصر والسعودية تمثلان قوة فى المنطقة، فالعلاقات بين القاهرة والرياض راسخة، كما أن هناك تنسيقاً وتشاوراً بين البلدين حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، التى تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومى العربى.
القيادتان السياسيتان للدولتين تدعمان المبادرات السياسية والحلول السلمية
كيف ترى تأثير الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عمق العلاقات بين البلدين؟
– عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تجمع مصر والمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ازدادا رسوخاً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتُرجما فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين، بغرض تعزيز علاقاتهما ودعمها فى مختلف المجالات.
وحالياً تشهد العلاقات بين البلدين تعاوناً ملحوظاً بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات، انطلاقاً من فرضية أساسية تقوم على الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية فى الشئون الداخلية للدول العربية أياً كان مصدرها، كونها تشكل تهديداً لاستقلال الدول العربية وسيادتها، وتفكيكاً لوحدتها الوطنية، ولهذا تدعم الدولتان المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة، وفقاً لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة، بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطنى، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب هذه الدول بمعزل عن التدخلات الخارجية.
وماذا عن مشاركة مصر فى القمة «العربية – الصينية»؟
– مشاركة مهمة للغاية بكل تأكيد، فمصر أكبر دولة عربية، وعلاقاتها بالصين تتسم بالقوة، كما أن العلاقات التاريخية بين مصر والصين تعود لزمن بعيد، فمصر بالنسبة للصين كانت البوابة لقارة أفريقيا، كما أن المشاركة المصرية تؤكد رسوخ وقوة الدور المصرى إقليمياً ودولياً، وهناك الكثير من التعاون بين القاهرة وبكين، لا سيما فى مجالات الاستثمار والتعاون الثنائى، كما أن الصين تنظر لدول مثل مصر والسعودية على أنهما أساس الاستقرار فى المنطقة، ما يخدم التعاون الثنائى بين الصين والدول العربية.
وماذا عن اللقاءات التى يعقدها الرئيس السيسى على هامش القمة؟
– مثل هذه اللقاءات مهمة للغاية، لا سيما خلال هذه القمم الكبرى التى تكون على مستوى القادة، وأعتقد أن المرحلة الحالية تشهد تناغماً عربياً كبيراً بين الدول العربية بعد «قمة الجزائر»، وهذا التناغم مبنى على التعاون المشترك والتفاهمات بين الدول العربية.
ما رؤيتك للدبلوماسية الرئاسية التى أرساها الرئيس السيسى من خلال الزيارات الخارجية والمشاركة فى المحافل الدولية؟
– مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أى محفل دولى تعطيه قوة واهتماماً كبيرين، لما يحمله من مبادرات وحلول أساسية للقضايا، خاصة أن تلك الحلول تعطى دفعة قوية من أجل إنهاء الأزمات عبر خطوات تطرحها القيادة السياسية المصرية.
أهمية القمة العربية – الصينية
هناك توجه شرقى للمنطقة العربية، الشرق هو الذى يتجه ومن قبله كان الغرب، فهذه وضعية جديدة للمشاركة، تعطى الدول العربية قوة جديدة وتضفى قوة للإقليم كذلك، لعدة نواحٍ استراتيجية، كما أن التعاون المشترك يوفر سوقاً كبيرة، وإمكانيات تجارية وقوة بشرية، فالصين قوة صاعدة ترتب حالياً أوراقها للمستقبل، وهى شريك استراتيجى مهم لما تتمتع به من مقومات.