د. أحمد الشحات يكتب: استعادة روح ووعي 30 يونيو هو الدرس الحقيقى

بقلم الدكتور أحمد الشحات.. استشارى الأمن الإقليمي والدولي

ونحن على مشارف مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو المجيدة، تذكرت المرحلة والمعطيات التي سبقتها، والتي عكست حالة نضالية خاصة، شكَّل أركانها الشعب والجيش وباقى مؤسسات الدولة التي تفاعلت مع الحدث من كافة جوانبة بحس وطنى مجرد، والتي تعد الركيزة الأساسية للشرارة الثورية التي جسدتها ملحمة وطنية خالصة بنفس مكونات الحالة النضالية، وتمثلت أبرز ملامحها في مشهد الاصطفاف المهيب للشعب ليعلن موقف وطنى موحد للوقوف ضد التهديدات التي تعرضت لها الدولة آنذاك من خلال زحف عشرات الملايين إلى الشوارع والميادين، تجاوبت خلالها المؤسسة العسكرية مع النداء بالوقوف مع مختلف القوى الوطنية لدعم إرادة الشعب في التغيير، واستعادة وطنية دولته، ليشكل مرحلة مجيدة من تاريخ الوطن.
في هذا السياق، تتطلب المرحلة الراهنة استعادة روح الثورة المجيدة في الاصطفاف الوطنى وتكاتف كافة مؤسسات المجتمع ومنظماته لتحقيق رؤية شاملة لمواجهة تداعيات الأزمات المتلاحقة بداية من كورونا حتى الحرب الأوكرانية، وهو ما يفرض أيضًا قيام كل فرد بدوره من تحمل مسؤوليته فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن فى إطار من التماسك والتلاحم المجمتعى، لما يمثله ذلك من ضرورة ملحة خلال تلك المرحلة في ظل المتغيرات المتسارعة على المستوى الدولى والإقليمى وانعكاسها على الوضع الداخلى، خاصة مع تنامى التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة.
ومما لاشك فيه، أن من أهم مخرجات ثورة 30 يونيو أنها باتت ركيزة أساسية لشرعية الجمهورية الجديدة، التي تعتمد على خارطة طريق تعزز الحياة الحزبية والسياسية وتحقق نهضة تنموية شاملة في البلاد، من خلال التركيز على القضايا الجوهرية خاصة الإصلاح السياسي والاقتصادي بعيدًا عن التشكيك والمزايدات، فى ظل قناعتى الكاملة بوجود تحديات حقيقية تحتاج لسياسات موازية وأفكار غير تقليدية ومراجعات عديدة في التناول مع العديد من المشكلات العميقة والمتجذرة التي تواجه الشعب.
وختامًا: اعتقد أن استعادة روح ووعي 30 يونيو هو الدرس الحقيقى الذى يجب استيعابه وإدراك مفراداته، من خلال ترسيخ وحدة وتماسك جبهتنا الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية على أي مصالح أخرى، مع أهمية أن تكون معالجة المعضلات خارج الإطار التقليدي إلى تبنى رؤى مبتكرة تملك القدرة على التعامل مع التحديات الراهنة بشكل موضوعى فاعل بعيدًا عن فكر الينبغيات والعناوين التائهة الرنانة، مع تعظيم فقه الأولويات، بما يتوافق مع طموحات الشعب بحيث تنعكس إيجابًا على الأحوال المعيشية للمواطنين خلال المنظور القريب، وبما يسهم في تنامى حالة الرضا الشعبى وإعلاء الروح الوطنية والإنتماء لدى أفراد الشعب.

كلمات مفتاحية