شولتس في أفريقيا: مساعي ألمانية لتنمية آفاق التعاون مع أفريقيا

إعداد: شيماء ماهر

تتمتع القارة الأفريقية بأهميةٍ سياسيةٍ واستراتيجيةٍ واقتصاديةٍ متناميةٍ بالنسبة لألمانيا، وقد أسهمت العديد من العوامل والتحوُّلات الكبرى في صعود القارة إلى قمة أولويات أجندة السياسية الألمانية؛ منها رغبة ألمانيا في الاعتماد على الغاز من بعض الدول الأفريقية كمصدرٍ بديلٍ للغاز الروسي، بالإضافة إلى تنامِي أزمة المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، وزيادة النشاط الإرهابي وشبكات الجريمة المنظمة، ورغبة برلين في القيام بدورٍ كبيرٍ في القارة الأفريقية، وتعزيز مكانتها الدولية، وفي هذه الأثناء، جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى كلٍّ من «نيجيريا، وغانا»، في نهاية أكتوبر الماضي؛ بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة بين ألمانيا والبلديْن الأفريقيين، وتعتبر الجولة الثالثة لـ«شولتس» إلى أفريقيا خلال عاميْن على تولِّيه منصبه، وتبعه في هذه الزيارة رئيسة وزراء الداخلية الألمانية نانسي فيسر، ورئيس ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، إلى تنزانيا؛ الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام الألماني بالقارة الأفريقية.

أهداف الزيارة وتوقيتها

وصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى نيجيريا، في 29 أكتوبر الماضي، وهي المحطة الأولى في جولاته الأفريقية، والتي ستنتهي في غانا، وتبعه رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، في 30 أكتوبر الماضي، الذي يبدأ جولته الأفريقية في زامبيا، قبل التوجُّه إلى تنزانيا.

وتعكس هذه الزيارات مدى اهتمام ألمانيا بتنويع شركائها التجاريين، وتوسيع التعاون الاقتصادي في منطقة غرب أفريقيا الغنية بالموارد، وتشمل مجالات التعاون الرئيسية بين البلديْن، معالجة التحديات الإقليمية والعالمية؛ مثل «الهجرة، والقضايا الأمنية، وعدم الاستقرار السياسي في غرب ووسط أفريقيا»، وسلَّط «شولتس» الضوء على إمكانية التعاون ليس فقط في قطاع النفط والغاز، ولكن أيضًا في المجالات الناشئة؛ مثل الطاقة الهيدروجينية؛ حيث يُنظر إلى أفريقيا كمصدرٍ محتملٍ وسط تحوُّل الطاقة العالمي.

وتسعى ألمانيا من خلال هذه الزيارات إلى تعزيز علاقتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية، واستكشاف فرص الاستثمار في تلك البلدان التي تزورها، من خلال بناء شراكات اقتصادية ومساعدات إنمائية، وترى الغاز الأفريقي بديًلا محتملًا للغاز الروسي، وفي ظل التوترات الجيوسياسية بين الصين والدول الغربية.

وتشير تلك الزيارات لرغبة ألمانيا في الترويج لنهْج ألماني مستقل عن الدول الاستعمارية الأوروبية، خاصَّةً فرنسا؛ ما يعطي أولويةً للأبعاد التنموية والإنسانية على المستوى الثنائي والجماعي، من خلال اللقاء برئيس مفوضية إيكواس، بالإضافة إلى الرغبة في تنظيم ملف الهجرة، في ظل رغبة ألمانيا في تقديم مقاربة التنمية كبديلٍ للهجرة، ويتضح ذلك من خلال زيارة «شولتس» لمركز الهجرة «الألماني – النيجيري» المسؤول عن تأهيل طالبي اللجوء إلى برلين، وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الانقلابات العسكرية التي عصفت بمنطقة غرب ووسط أفريقيا، وتراجع النفوذ الفرنسي في هذه الدول؛ ما يعطي الفرصة لألمانيا لعقْد شراكات اقتصادية وعسكرية وحلّ محل النفوذ الفرنسي.

فعاليات الزيارة ومخرجاتها

أشار أولاف شولتس، خلال زيارته إلى نيجيريا، إلى أن ألمانيا تعتبر نيجيريا شريكًا سياسيًّا واقتصاديًّا أساسيًّا في القارة الأفريقية، وتسعى برلين إلى تعزيز وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار، وحل التحديات العالمية والهجرة والأمن، وقد ناقش الطرفان سياسة الهجرة، واقترح «شولتس» توسيع مراكز الهجرة في نيجيريا؛ لاستيعاب القادمين من ألمانيا، وتقديم المشورة للموظفين المؤهلين حول العمل في ألمانيا.

ولم يقم المستشار الألماني باختيار «نيجيريا، وغانا» بشكلٍ عشوائيٍّ؛ إذ تعتبر هذيْن البلديْن منتجيْن للهيدروكربونات وبعض المعادن المهمة اللازمة لانتقال الطاقة؛ مثل «البوكسيت، والمنجنيز، والنيكل»، وأعرب السيد «شولتس» عن رغبة برلين في الاستثمار في قطاعيْ الغاز والمعادن الحيوية، وهناك رغبة في الاستثمار، خاصَّةً في المعادن الأساسية، وتدْرُس ألمانيا الاستفادة من الغاز النيجيري.

وخلال المحادثات، سعى رئيس نيجيريا بولا تينوبا، إلى جذْب  المستثمرين إلى قطاع التعدين في بلاده؛ إذ ناقش مع «شولتس» إمكانية تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا، وتم مناقشة إمكانية تصدير الغاز المُسَال إلى أوروبا، وتهدف الشركات الألمانية إلى تعزيز أنشطتها وأعمالها في أفريقيا، خاصَّةً في مجال الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، وقد أجرى السيد تينوبو، مناقشةً مُتعمِّقَةً، حول قضية الغاز الطبيعي، وشجَّع الشركات الألمانية على الاستثمار في خطوط أنابيب الغاز في نيجيريا، ويأتي ذلك في ظلِّ رغبة ألمانيا لجذْب المستثمرين في قطاع التعدين، والذي يمثل نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، على الرَّغْم من إمكاناتها الهائلة.

واقترح «شولتس» الذي يواجه ضغوطًا داخليةً؛ لمعالجة المخاوف المتعلقة بالهجرة في ألمانيا، نهْج الإدارة المشتركة للهجرة، مع التركيز على الحلول ذات المنفعة المتبادلة، لكلا البلديْن، بالإضافة إلى ذلك، تجري المناقشات مع الاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز سياسات الهجرة، بما في ذلك تسهيل عودة الأفراد الذين ليس لديهم الحق بالبقاء في ألمانيا، ويهدف هذا النَّهْج إلى خلْق وضْعٍ مُرْبِحٍ للجانبيْن لكلا البلديْن.

كما التقى المستشار شولتس أيضًا مع عمر أليو توراي، رئيس مفوضية الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا؛ لمناقشة استراتيجيات معالجة الانقلابات الأخيرة، في أجزاء مختلفة من أفريقيا، وفي إطار زيارته سيفتتح «شولتس» منتدى أعمال «ألماني- نيجيري» في لاجوس، قبل أن يختتم زيارته إلى غانا، وتؤكد هذه الزيارة الجهود التي تبْذُلها ألمانيا لتعزيز العلاقات، واستكشاف الفرص الاقتصادية في غرب أفريقيا.

وأثناء المحطة الثانية للزيارة تَمَحْوَرَت محادثات «شولتس» مع رئيس غانا ” نانا أكوفو أدو” حول توسيع العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والزراعة والتحوُّل الرقمي بين «ألمانيا، وغانا»، التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في منطقة غرب أفريقيا، وقد بلغ حجم الصادرات الألمانية إلى غانا 314.77 مليون دولار مليون دولار، وفي هذه الزيارة، عبَّر الرئيس الغاني عن رغبته في دعم ألمانيا لبلاده في مكافحة الإرهاب، وطالب الرئيس الغاني بتنفيذ إجراءات اللجوء خارج أوروبا، وكان ردُّ المستشار الألماني على ذلك، بأنه يجب السؤال عن موقْف الدول التي من المفترض أن تتم فيها هذه الإجراءات.

مصالح ألمانيا في القارة الأفريقية

1- المصالح السياسية: تتمثل في سعي ألمانيا نحو بِنَاء نفوذٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ في القارة الأفريقية، وأن تصبح قوةً دافعةً في سياسة أوروبا للسلام والأمن في أفريقيا، ومن ثمَّ التوجُّه نحو خلْق دوْرٍ رياديٍّ لألمانيا في القارة الأفريقية، فهناك توجُّهٌ عالميٌّ لدى برلين للمشاركة على نطاقٍ واسعٍ ونشاط وفعالية، فيما يستجد من أزمات وتحديات عالمية؛ نظرًا للأهمية الجيوسياسية للقارة الأفريقية في النظام الدولي.

2- المصالح الاقتصادية: تُولِي ألمانيا اهتمامًا كبيرًا بتكثيف العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا؛ إذ تحرص على القيام بدور مهم في عملية التنمية، وتحسين مناخ الاستثمارات، في ظلِّ توجُّه برلين نحو تنمية التجارة والاستثمار في القارة، وتحاول ألمانيا أن تجد طريقها إلى السوق الأفريقية، باعتبارها سوقًا واعدةً للصادرات العالمية، وتريد الحصول على حصةٍ كبيرةٍ منها، من خلال تمهيد الطريق أمام الشركات الألمانية الكبرى إلى أفريقيا.

كما ترغب برلين في زيادة المنافسة في مجال التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية؛ بسبب وجود قوى فاعلة أخرى؛ مثل «الصين، وروسيا» في القارة، خلال السنوات الأخيرة؛ إذ تهدف برلين إلى تأمين احتياجاتها من الموارد المعدنية، في ظل معاناتها من تداعيات الحرب «الروسية – الأوكرانية»، وسعيها لعقد شراكات في مجال الطاقة، والحصول على الغاز الطبيعي والنفط من الدول الأفريقية، فالعلاقات الاقتصادية الألمانية تتسع لأكثر من مجال، ومن أبرزها السلع الاستهلاكية والخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية والمواد الكيميائية والمنتجات الصناعية والزراعية وإدارة الأعمال.

3- المصالح الأمنية: يُمثِّلُ منْع نُشُوب الصراعات وحفظ السلام وتسوية النزاعات من أهم أولويات السياسة الخارجية الألمانية في أفريقيا؛ حيث تسعى برلين إلى لعب دورٍ مركزيٍّ في هذه المسألة؛ إذ توجد بعض قواتها في عددٍ من الدول الأفريقية؛ مثل «مالي، وأفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية، والكاميرون» ضمن البعثات الأممية لحفظ السلام؛ من أجل تقديم الدعم والتدريب الأمني والعسكري، وتعمل ألمانيا على تقديم جميع أشكال الدعم في مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقتيْ الساحل وغرب أفريقيا، باعتبارهما منطقة مرور للمهاجرين إلى أوروبا.

4- المصالح الاستراتيجية: تحتل قضية الهجرة الغير شرعية، وتدفق اللاجئين الأفارقة إلى أوروبا، أهمية كبرى بالنسبة لألمانيا؛ حيث تتصدر أجندة الاهتمامات الألمانية بأفريقيا؛ حيث تسعى بشكلٍ كبيرٍ في اتِّخاذ كافَّة الإجراءات والوسائل؛ للحدِّ من هذه التدفُّقات، كما أنها تنخرط بشكلٍ كبيرٍ في محاربة الإرهاب بالقارة الأفريقية، لاسيما في منطقة الساحل وغرب أفريقيا؛ من أجل القضاء على شبكات الجريمة المنظمة، والحيلولة دون تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا.

فرص وتحديات تعزيز الدور الألماني في القارة الأفريقية

الفرص

  • تعتبر القارة الأفريقية قارة الفُرَص لدى ألمانيا؛ لما تمتلكه من إمكانيات وثروات هائلة، فهي تضم نصف الاقتصادات العشرين الأسرع نموًا في العالم، وبحلول عام 2035م، سوف يكون لقارة أفريقيا أكبر قوة عاملة في العالم، ويتواجد بها إمكانات استهلاكية هائلة.
  • الاستمرار في عمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا، والمساعدات الإنمائية، والمشاركة في اقتصاديات إعادة الإعمار في دول ما بعد الصراعات.
  • تراجُع النفوذ الفرنسي في منطقة غرب أفريقيا يُعطي ألمانيا فرصةً كبيرةً للشراكة مع دول هذه المنطقة.
  • قدرة ألمانيا على صياغة أسلوبٍ جديدٍ، يستهدف منْع النزاعات الأفريقية، والمساهمة في تسويتها، واستغلال قبول الأفارقة لها، باعتبارها وسيطًا محايدًا في بعض النزاعات.
  • تمثل ألمانيا شريكًا يتمتع بنوْع من الأفضلية بالنسبة لأفريقيا؛ حيث إنها تحظى بتقدير الأفارقة، وتتمتع بسمعةٍ طيبةٍ على الصعيد الأفريقي، فيما يتعلق بأخلاقيات العمل الألماني والدقة واحترام المعايير الاجتماعية ودعم التنمية المستدامة.

التحديات

  • وجود حالةٍ من عدم اليقين والمخاطرة والخوف من قضايا الأمن والإرهاب وعدم الاستقرار في أفريقيا وعدم وجود بيئةٍ مناسبةٍ للاستثمارات، ولذلك تتخوَّفُ بعض البنوك الألمانية التي رفضت دعْم المستثمرين في قطاعيْ الطاقة والنقل في أفريقيا؛ لرؤيتها أن المخاطر مرتفعة للغاية.
  • انتقاد بعض الأفارقة للخطط والمبادرات الألمانية في أفريقيا؛ مثل خطة مارشال ومبادرة الاتفاق مع أفريقيا، باعتبارهما يؤسسان لاستعمارٍ جديدٍ، يستهدف السيطرة على أفريقيا، ولا يحقق نموًا مستدامًا في بلدانها، فضلًا عن عدم وجود سياسة ألمانية متماسكة تجاه أفريقيا وسيولة المفاهيم السياسية في دوائر صنع القرار الألماني.
  • الهشاشة الأمنية التى تعاني منها معظم الدول الأفريقية، خاصَّةً بعد تفشِّي عدْوَى الانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية؛ إذ تعتبر قضية لها تأثيرها الملحوظ على أوروبا، خاصَّةً فيما يتعلق بأزمة الهجرة غير الشرعية.
  • تعتبر ألمانيا قوى مختلفة كثيرًا عن القوى الاقتصادية الأخرى، من حيث الوجود والتأثير في أفريقيا، ومن ثمَّ فإن نقْص المعرفة بإمكانات القارة يعتبر من العوائق المهمة نحو التوسُّع السريع للاستثمار الألماني في القارة الأفريقية.
  • تصاعُد التنافُس الدولي من قِبَلِ الشركات الدولية العابرة للحدود؛ مثل الشركات «الروسية، والصينية» التي تسيطر على مجالات عديدة؛ مثل البنية التحتية والشراكات الأمنية، واستحواذهم على معظم العطاءات المتعلقة بالمشروعات الاستثمارية في أفريقيا.

مستقبل الوجود الألماني في القارة الأفريقية

تتزايد الرغبة الألمانية مع مرور الوقت، في تأكيد حضورها، وتعزيز تأثيرها في أفريقيا، خلال الفترة القادمة؛ من أجل تعظيم نفوذها العالمي، وربما يحتاج الأمر إلى إلمامٍ شاملٍ بخريطة أفريقيا، وما يتواجد بها من تفاعلات وتوازنات وفرص وتحديات؛ لبناء استراتيجيةٍ ألمانيةٍ ملائمةٍ، تستطيع من خلالها تحقيق مصالحها الاستراتيجية ومعرفة الاحتياجات الأفريقية، وتظل قضية الهجرة غير الشرعية، وتزايد أعداد اللاجئين، يُمثِّلُ الشغل الشاغل لبرلين وسياستها تجاه أفريقيا خلال المرحلة المقبلة؛ ما يُعرقل مسيرتها نحو تعزيز حضورها في القارة لحساب القوى الدولية المنافسة الأخرى.

كما تجد الحكومة الألمانية نفسها أمام تحدٍّ كبيرٍ، يتمثل بطمأنة الشركات والمستثمرين الألمانية؛ للتوجُّه نحو السوق الأفريقية خلال الفترة المقبلة؛ من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين «ألمانيا، وأفريقيا»، وزيادة النفوذ الألماني، ومحاولة موازنة الدور بالقوى الكبرى الأخرى في القارة، وربما تشهد المرحلة المقبلة تحوُّل السياسة الألمانية نحو مزيدٍ من العسكرة؛ من أجل تأمين مصالحها الاستراتيجية في القارة، فضلًا عن المساهمة في المحاربة والحد من تدفُّقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

ختامًا:

أظهرت جولة المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى أفريقيا، أهميةً ثلاثيةً «الأمن، والطاقة، والاستثمار» في استراتيجية اللحاق بالرَّكْب التي تتبناها ألمانيا في تعامُلها مع أفريقيا، ففي الفترة المقبلة، تستعد ألمانيا إلى تأسيس وجودها في أفريقيا، وتعزيز تأثيرها في الفترة المقبلة؛ لتعظيم نفوذها العالمي، خاصَّةً بعد تراجُع النفوذ الغربي في هذه المنطقة لصالح القوى الأخرى؛ مثل «روسيا، والصين»، ويتطلب ذلك وعْي ألمانيا بجميع التحوُّلات التي تحدث في القارة الأفريقية بكل تفاعلاتها وتوازناتها وفرصها وتحدياتها؛ من أجل بناء استراتيجية مناسبة لألمانيا، تتمكن من خلالها تحقيق مصالحها الاستراتيجية، في الوقت الذي تقوم فيه بتلبية الاحتياجات الأفريقية، وتنظر ألمانيا إلى أفريقيا كسوقٍ مُوحَّدة للشركات الألمانية للاستثمار، وخلْق فرص عمل، ولعل ذلك يخدم استراتيجية اللحاق بالرَّكْب الألماني في تدافعها مع القوى الكبرى الأخرى على أفريقيا.

كلمات مفتاحية