بقلم السفير: محمد الصوفي
مستشار الشئون الأفريقية
تجري التحضيرات في عاصمة إثيوبيا أديس أبابا؛ لاحتضان القمة 37 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، المقررةُ في يوميْ 17 و18 فبراير الجاري، ولكن في سابقةٍ هي الأُولى من نوْعها لا يعرف أعضاء المنظمة القارّية – حتى الآن – اسم الرئيس الدوري المُقْبِل، والذي يجب أن يكون من منطقة شمال أفريقيا، حسب التناوُب بين مناطق القارة على منصب الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي.
مصدر المُشْكِل هو عدم التوصُّل إلى وفاقٍ بين المغرب والجزائر، البلدان المرشحان لتولِّي هذه الرئاسة الدورية، وهناك احتمالٌ أن تتجاوز الرئاسة منطقة شمال أفريقيا لتنتقل بصفةٍ مُسْبَقةٍ إلى منطقة جنوب القارة، حسب التقليد، لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن، وما زالت التحضيرات والاتصالات جارية لتجاوز هذه المشكلة، لا ينطبق على هذه الحالة التقليد المعروف بإسناد الرئاسة الدورية قبل الأوان إلى المنطقة المقبلة في حالة تراجع ممثل المنطقة الحالية.
الواقع حسب الأوساط الدبلوماسية، أن الوضعية جديدة من نوعها، وقد قال أحد المصادر الدبلوماسية، طلب حجْب هويته: إنه لا أحد – حتى الآن – على بُعْد أقل من أسبوع من قمة رؤساء الدول والحكومات، يمكن أن يعرف من الذي سيخْلُفُ رئيس جزر القمر غزالي عاسوماني، في الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي؛ نظرًا لتعذُّر الحسْم بين الجزائر والمغرب؛ بسبب الصراع المُزْمِن بين البلديْن على خلفية مُشْكِل الصحراء الغربية.
وبعد سنةٍ من الانسداد، ومع اقتراب القمة المقبلة، أجرى عدة رؤساء دول اتصالات بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني؛ لتولِّي هذه الرئاسة الدورية، وقد تذَّرع الرئيس الموريتاني بالانتخابات الرئاسية، التي ستجري في موريتانيا يونيو 2024.
ورأى مصدر دبلوماسي خاص، بأن رفْض الرئيس الموريتاني ليس نهائيًّا، وإنما هي طريقة دبلوماسية لتفادِي مضايقة جاريه القوييْن “المغرب، والجزائر”، وذكرت مصادر خاصة، أن مفاوضات مُكثَّفة جَرَتْ في الخفاء في العاصمة الإيطالية روما، خلال مشاركة الرئيس الموريتاني ورئيس جزر القمر غزالي عاسوماني، في القمة “الإيطالية – الأفريقية”، التي انعقدت في يوميْ 28 و29 يناير الماضي.
وتقول الأوساط الدبلوماسية: إن حظوظ الرئيس الموريتاني كبيرةٌ في تولِّي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي في الفترة المقبلة، ويذكر أن رئيس الاتحاد الأفريقي هو الشخص الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، ويتم انتخابه ضمن رؤساء الدول الأفريقية لمدة سنة واحدة،
وفي حالة رفْض موريتانيا تولِّي الرئاسة الدورية تتوجه الأنظار إلى الرئيس الأنغولي جيواولورانصو؛ ليتولَّى رئاسة المنظمة باسم منطقة جنوب القارة الأفريقية، ولكن مصادر دبلوماسية أنغولية ذكرت أنه لم يحصل – حتى الآن – أيّ اتصالٍ بالرئيس الأنغولي في هذا الشأن، وينتظر أن يتمَّ حلّ هذه الأزمة أثناء اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة، يوميْ 14 و15 فبراير الجاري في أديس أبابا قُبيْل انطلاق القمة.