الشعبوية وأسباب ظهورها

تحميل الدراسة

الباحثة السياسية: علا عطية عيسي البربري

المقدمة

في ظل تنامي التغيرات السياسية والاقتصادية حول العالم، وزيادة معدلات الهجرة في مُقابل صعود موجات شعبية وحزبية تخالف مؤسسات الدولة وتُعادي النُخَب، ونتيجة للمخاوف المتأججة حول التطورات محتملة الحدوث لتأثير التوجهات الشعبوية على الديمقراطية الليبرالية، جاء الحديث عن طبيعة “الشعبوية” في سياق يُطلق على نمط التفكير السياسي الذي يَجنح لتقديس الشعب؛ باعتباره الحقيقة والسيادة المطلقة في الدولة[1]. فظهرت الشعبوية في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر؛ حيث ارتبطت نشأتها وظهورها بانتشار الديمقراطية كنظام للحكم[2]، وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض من الباحثين يرون بأن الشعبوية ظاهرة حديثة النشأة والظهور، وهو الأمر الذي لا نؤيد صحته حيث أن ظاهرة الشعبوية في حقيقتها ارتبطت بنشأة الجماعة البشرية فهي الوجه المقابل للسلطة؛ وذلك قياماً على فرضية وجود مجتمع ما أيا كان حجمه، وطالما كان يتألف من حاكم من جهة ومحكومين من جهة أخرى، فيكون الصراع والتنافس على السلطة والموارد هو الذي أعطى المجال لأطراف من خارج تلك السلطة لصياغة خطاب تمردي[3] .

وبناء على ذلك تتناول الدراسة تعريف بظاهرة الشعبوية، والأسباب التي أدت إلى ظهورها وتنقسم الدراسة لمحورين  يتناول المحور الاول تعريف الشعبوية ، بينما يركز المحور الثاني على تحليل الأسباب التي أدت إلي ظهور الشعبوية .

المحور الأول: تعريف الشعبوية

 يتفق العلماء على أنه لا يوجد تعريف واحد يمكن أن يستوعب الطرق المختلفة التي تظهر بها الشعبوية، والفوارق الدقيقة بين أشكالها داخل الدول وفي مختلف المناطق الجغرافية[4]. وعلى الرغم من رواج الشعبوية في الوقت الحاضر من تاريخ العالم فإنها ليست بظاهرة جديدة. ومع نمو الشعبوية في جميع أنحاء العالم، سيكون للوضوح المفاهيمي فيما يتعلق بطبيعتها وخصائصها أهمية كبيرة في تصميم استراتيجيات لمعالجتها، ومن ناحية أخرى فإن عدم الوضوح لن يؤدي إلا إلى تقويض تلك الجهود. فعلى سبيل المثال من غير الواضح ما إذا كان الخطاب الشعبوي مجرد خطاب، أم استراتيجية للتعبئة السياسية والثقافية والاقتصادية، أم شيئاً يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، بحيث يجعلها ظاهرة أكثر دواماً كشكل من أشكال الأيديولوجية السياسية أو القومية.[5] ويعرّف كاس مود الشعبوية بأنها ”أيديولوجية” تعتبر المجتمع منقسما في نهاية المطاف إلى مجموعتين متجانستين ومتعاديتين “الشعب النقي” مقابل “النخبة الفاسدة” ويذهب إلى أن السياسة ينبغي أن تكون تعبيراً عن الإرادة العامة للشعب[6]“.

وينطلق “مولر “من أن السياسة بطبيعتها شعبوية[7]، وفي رأيه أن الشعبوية هي إعادة طرح الأسئلة التي لا يستطيع الآخرون طرحها، بل ويسكتون عنها تخوفاً من المساس بالنظام القائم للدولة[8]، كما يرى مولر أن مفهوم الشعبوية لا يتخذ المضمون نفسه في كل مكان؛ حيث أن الشعبوية في أمريكا تختلف عنها في أوروبا؛ فالمواطنون في الولايات المتحدة الأمريكية يتعاملون مع الخطاب الشعبوي بوصفه خطاباً تقدمياً بينما في أوروبا هو خطاباً رجعياً، وذلك حيث أن الخطاب السياسي الشعبوي -على حد قولهم – يتميز بكونه يدعي تمثيل الشعب جميعه وينتمي إليه بناء الشعار الرئيس للشعبوية والذي هو “نحن الشعب”. كما يصف “باباس” الشعبوية بأنها لا ليبرالية ديمقراطية ويكمل الوصف ويركز على الشعبوية باعتبارها ظاهرة حديثة تتصدى لليبرالية السياسية الحديثة .[9]أما تشيلز فقد رأى في الشعبوية تهديداً لسيادة القانون، وجوهر نظريته أن الشعب أفضل من الحكام وليس فقط في حالة مساواة معهم. ويطلق إدوارد تشيلز على الشعبوية مصطلح “الديمقراطية المفرطة” والذي يعتبره تهديداً حقيقياً لمراكز القوة والسلطة في المجتمع واستقلال القضاء والقانون.[10] ووفقا لـ “أرندت” فإن خصائص هذه الحركات الشعبوية، بالإضافة إلى عنصريتها ومعاداتها للسامية تشمل تجاهلاً صريحاً للقانون والمؤسسات القانونية وتصورهما للحكم والسلطة من حيث القرارات التعسفية الآتية من أعلى[11].

يتناول “لاكلاو” الشعبوية من منظور مختلف فيرى أن الشعبوية هي جوهر السياسة؛  وذلك من خلال فرضية مفاداها أن الديمقراطية الليبرالية سبب كل مشكلات المجتمع.[12] ويرى “مايكل كازين” أن الشعبوية هي عقيدة أو أسلوب، أو استراتيجية سياسية أو حيلة تسويقية، أو مزيج من كل ما تقدم[13] ويصف “سيمور مارتن ليبسيت” وهو من كبار منظري التحديث، بأن الشعبوية “تعبير سياسي عن القلق والغضب لدى أولئك الذين يرغبون في العودة إلى الحياة الأبسط لفترة ما قبل الحداثة” .[14] ويأتي “فوكوياما 2016برؤية مختلفة تماماً عن الشعبوية قائلاً أنها “وصف تطلقه النخب السياسية على السياسات التي يدعمها المواطنون العاديون الغير متوافقين مع النخب؛ وبناء على ذلك يفضل فهم الشعبوية على أنها “رد فعل النخب التي تواجه مطالب سياسية تتجاوز قدرتها على التصرف بناء عليها” .[15]

أخذ مصطلح (الشعبوية) في الظهور قرابة النصف الثاني من القرن التاسع عشر بداية في روسيا “النارودنيك”[16]، ثم الولايات المتحدة “حزب الشعب[17]“. وفي الحالة الأولى كانت الشعبوية تسمية لرؤية فكرية، اما فى الثانية كانت في المقابل تسمية لحركة سياسية؛ والتي مثلت مجتمعاً زراعياً من قرى مجتمعية ومنتجين أفراد، وبذلك فقد تصدت تلك الحركات للتصنيع ورأسمالية الشركات. وثمة اختلافات أخرى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث كان الصوت الشعبوي في المقام الأول في روسيا هو صوت “مثقفي المدن” الذين تخيلوا مجتمعاً مثالياً من الفلاحين الانقياء. أما في الولايات المتحدة فكان “المثقفون” هم صوت المواطنين الذين يعارضون النخب الحاكمة باسم الدستور[18]؛ وعليه فإن حالة “الولايات المتحدة” لا “روسيا” هي التي تمثل في المقام الأول الشعبوية بوصفها حركة سياسية ديمقراطية؛ والتي تعرض نفسها كممثل حقيقي عن الشعب ضمن نظام الأحزاب والحكومة.[19]

وفي أوروبا الغربية بمطلع القرن العشرين تزامن ظهور الشعبوية مع ظهور الأنظمة الغير ديمقراطية؛ حيث كان ذلك مع التوسع الاستعماري[20]  لتلك الدول (كألمانيا أثناء حكم هتلر ) من خلال نمو القومية العرقية التي كشفت عن الكساد والانقسامات الأيديولوجية أثناء الحرب العالمية الأولى؛ مما أدى إلى نمو الأنظمة النازية و الفاشية[21]، ثم عادت ظاهرة الشعبوية في الظهور مرة أخرى بعد انتهاء الحرب الباردة معلنة لموجة رابعة وأخيرة؛ حيث ظهرت شعبوية اليمين، فى أوروبا الغربية باستثناء حالتين تستحقان تسمية الشعبوية ألا وهما: “جبهة الشعب العادي” فى إيطاليا [22]، و”البوجادية”[23] في  فرنسا. وقد أتسمت حركة أصحاب المتاجر الصغيرة المناهضين للضرائب بأيديولوجية انتقائية، ولكنها على الرغم من ذلك كانت  قصيرة وليس لها أي تأثير فعال على المشهد السياسي.[24]  

وبذلك فإن الأصول القديمة لظاهرة الشعبوية كحركات تأمل بتحقيق الارادة العامة للشعوب أصبحت غاية تستوجب الوصول إليها والدفاع عنها[25]. ونذكر تجربة هامة تضاف لتلك التجارب، والتي ظهرت فى شرق أوروبا والبلقان بين الحربين العالميتين، ألا وهي “الحركات الفلاحية” ذات القاسم المشترك وهو الدفاع عن برنامج زراعي يعتبره الفلاحون جوهر الاقتصاد ووتد الدولة.[26]وفى ثلاثينات القرن الماضي تزامن ظهور الشعبوية مع صعود الكساد العظيم فى أمريكا اللاتينية، وكانت من أشهر الحركات حركة “خوان دومينغو بيرون” في الأرجنتين و”غيتوليو فارغاس “في البرازيل؛ حيث تميزت تلك الحركات بالوضوح  فكانت القيادات السياسية تسلك طريقاً جديداً فى السياسية ،  يهدف إلى استقطاب الشعب بكل طوائفه وليس الطبقة العاملة فقط. فتمكنوا من تكوين تحالفات متعددة الطبقات وقاموا بتعبئة مجموعات الطبقة الدنيا، وبذلك أضحت تحدياً كبير لمعقل اليسار الماركسي فى أمريكا اللاتينية، ولم يتقيدوا بأيديولوجية معينة وهو الأمر الذي جذب إليهم جمهور كبير من الناخبين[27]. وقد أصبحت الشعبوية اصطلاح  لشكل من اشكال الحكم في أميركا اللاتينية بعد انهيار الفاشية؛ حيث باتت نمطاً سياسياً بين الحكم الدستوري والدكتاتورية.[28]

أما الآن فقد أخذت الشعبوية في النمو خلال المجتمعات التي تأخذ طريقها نحو التحول إلى الديمقراطية، والمجتمعات الديمقراطية بالكامل؛ حيث تتمثل الشعبوية في تحدي الحكم التمثيلي إلى ما يتعدى الشغب وإعادة تشكيل الديمقراطية، كما أنها لا تتعلق بالانتخابات التنافسية ولا تنكرها في نفس الوقت، ولا تنكر عليها دوراً شرعياً. وواقع الأمر أن الشرعية الانتخابية هي بُعد أساسي يميز الأنظمة الشعبوية عن غيرها من الأنظمة.[29]

نخلص إلى أن الشعبوية ظاهرة عالمية[30] حيث أن لغة ظاهرة الشعبوية ومحتواها مُشبعان بالثقافة السياسية بحسب البلدان التي تظهر فيها؛ فيتخذ التمثيل الشعبوي صبغه دينية في بعض البلدان بينما يتخذ في الأخرى صبغة أكثر علمانية، وفي البعض الآخر تُستخدم لغة وطنية أو مفردات النزعة القومية ومعاداة المهاجرين وأسطورة السكان الأصليين، كما يثور الانقسام بين المركز والأطراف أو اتساع الفجوة بين المدينة والريف.[31] وبذلك يكون أي تعريف للشعبوية محفوفاً بالمخاطر؛ فالشعبوية ظاهرة تقاوم التعميم ولذلك فإنه من الجدير بالعلماء السياسيين التحول إلى التخصص بالمقارنة حال دراستهم لظاهرة الشعبوية.

المحور الثاني:أسباب الشعبوية  

تكثر وتتشابك وتتنوع الأسباب ولكن يبقى هناك سببين جوهريين يتفق عليهم بعض العلماء، أولهما ظهور أشكال جديدة من التهميش الاجتماعي، وحالة اليأس إزاء عدم القدرة على الوفاء بالتزامات الحداثة التي أخلفتها العولمة“[32]. أما السبب الثاني فيرجع لعدم الثقة وتراجع الأمال نتيجة طبيعة التمثيل السياسي والمشاركة السياسية؛ لذا وجب علينا بيان أن رد الفعل الاجتماعي في الكثير من الدول كان بدافع تصحيح بعض المظالم التاريخية وتحويل مسار العنصرية بين فئات المجتمع، وتمثل البنيوية الدافع الرئيس لصعود الغضب الشعبوي حال استهداف الفئات الضعيفة[33].

أما الحالة الأولى فتتجلى في الشعور بنقض الوعود، والتي تتعلق بالحراك الاجتماعي والتحسين من الظروف المعيشية؛ وذلك عن طريق بث مهارات التعلُم والعمل الجاد. وعلى الرغم من أن التمييز بين الأفراد المترسخ على مر العصور سبباً للشعور بخيبة الأمل لدى بعض الفئات، فإنه لا يمكننا استبعاد ترك ذلك التمييز أثراً ساهم في صُنع نواه لصعود الشعبوية، غير أنه وفي وقتنا الحالي بدأ ذلك الأثر في التمدد لدى اليمين والانحسار لدى اليسار[34].

ويرى تاكيس س.باباس فى وجود الأنماط المختلفة لأزمات التمثيل الديمقراطي البيئة الملائمة لصعود الشعبوية، وتتجلى أهمية القيادة الشعبوية في كونها شرط أساسي لظهور الشعبوية؛ حيث أن تلك القيادة السياسية تقوم بدور الوسيط بين المجتمع من ناحية والشعبوية من ناحية أخرى.[35]

تفيد الدراسات أن الكثير من الأصوات تذهب للشعبويين في أوروبا[36] ويرجع ذلك لعدة أسباب منها:

أولاً: الموقف المُعادي للأحزاب القومية والمحافظة للمجتمع متعدد الثقافات مثال: الحزب المسيحي الديمقراطي فى ألمانيا نهاية الثمانينيات، والسياسة السابقة لأنيغلا ميركل بخصوص اللجوء[37].

ثانياً: أزمة التمثيل السياسي التي عاصرتها أوروبا فى السبعينات، والتي ترجع لانهيار الأحزاب الشعبية التي أثرت فى إدماج مختلف الفئات عقب الحرب العالمية الثانية. وقد سعت تلك الاحزاب الشعبية للوصول لمختلف المجموعات الانتخابية، وأداء دور الوسيط بين مختلف الهويات، كما كانت واعية للصراعات الداخلية حول المصالح وتناقضات الأيديولوجيات وحاولت تأكيد اختلافها عن باقي الأحزاب دون طلب التمثيل الحصري للشعب[38].

ويزيد “”فبيتر ماير” وعلماء أخرون “على تراجع نسبة الاعضاء فى الأحزاب وبوجه خاص (الشباب والفقراء)، وبذلك أصبحت الطبقات الفقيرة لا تجد من يدافع عن مصالحها، وهكذا تنفصل تلك الأحزاب وتتحول لكارتيلات حزبية وتندمج في الدولة.[39]

ثالثاً: تراجع الثقة بالأحزاب؛ وذلك نتيجة لرغبة الأفراد في التخلص من “الأبويات السياسية السلطوية”. ويرى “ماير” أن الوضع سيزداد سوءً لعدم قدرة الأحزاب على تحقيق برامجها حال وجودها فى الحكومة.[40]

رابعاً: صعود الأحزاب الاحتجاجية؛ وذلك نتيجة للمشهد السياسي السابق، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس كل حزباً احتجاجياً يكون بالضرورة حزب شعبوي.

ويرى تاكيس أنه عندما يطلق اسم “الشعب” على اتحاد الأحزاب الشعبوية في شكل مجموعات اجتماعية غير محددة، والذي ينشئ الجماعات التضامنية والهويات الجماعية والالتزامات السياسية. وفي ظل غياب الأيديولوجيا التي تتعلق بالسياسات، تتخذ السياسة صورة الصراع بين كل من الشعب وخصومة؛ وبذلك تبرز ظاهرة الشعبوية بقوة حين يصبح الشعب جميعه أغلبية انتخابية.[41]

وترى مارجريت كانوفان أن ظهور الشعبوية يرجع إلى أنه كلما تأصلت جذور الديمقراطية كانت المجتمعات أقدر على شمول الجميع، كما يؤدي ذلك إلى حاجه المواطنين المُلحة لأيديولوجيا قوية قادرة على خلق تصور واضح للواقع المتشابك نتيجة لانفتاح المجتمع ومعرفتهم للحقوق التي يتمتعون بها[42]. وتكمل ناديا أوربيناتى أن التنوع والشمول يجسدان تجريد الشعب من سلطته بوصفه جماعة؛ حيث أنهما-التنوع والشمول- ينتجان شعوراً بالضيق لأصحاب الاتجاه القائل بأن التجزئة والانفتاح مؤشرات ضعف، مما يمهد المجال لصعود الشعبوية حال القيام بتجزئة المطالب الجماهيرية [43].

كما يرى “فرنك دكر” وآخرون أن السبب الرئيس لصعود الشعبوية هو تكوين النخب لديمقراطيات ليبرالية لم تولي مشاركة الشعب نسبة مُرضيه كما في أوروبا الغربية بعد عام 1945.[44]وتري “كاترين دبري” أن النسق الدستوري السياسي يصعب فهمه من دون معرفة عداء النخبة للتوتاليتارية والذي تجلى في أمر حتمي بلا عودة للتوتاليتارية مره أخرى.[45]كما ترى “كاترين” أن النظام الأوروبي مجالاً لمعاداة للتوتاليتارية وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث أقامت أوروبا( المحكمة الأوروبية العليا والمحكمة الأوروبية العليا لحقوق الأنسان) بالالتزام بنفس المبادئ متمثلاً في “وجوب الحد من سيادة الشعب”، ذلك ما أدى لوضع “حركة68” هدف الانفتاح والتقليل من تدخل الدولة في أواخر الستينات من ضمن أهم أهداف الحركة، وقد جاء تلك الحركة ومثلها من الحركات الاجتماعية كنتيجة لأزمة التمثيل السياسي وعجز القيادات الأبوية مثال: كورت جورج كيزينغر و شارل ديجول[46].

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية كانت النظم السياسية أكثر عرضه لصعود الشعبوية التي تؤمن  بخروج الشعب من المعترك السياسي ومن مظاهر ذلك: أن ألمانيا لم تجري أي استفتاء شعبي حتى الأن. وترى ماري لوبان أنها سوف تعمل على تحجيم دور المحكمة الدستورية حال فوزها بالانتخابات الرئاسية[47]. ويقول  فيكتور اوربان في وصف النخب الحاكمة في أعقاب الحرب العالمية الثانية “أنه لم يكن لديهم رهبة من الفاشية أو الشيوعية و إنما كان خوفهم من الجماهير السياسية”. وتؤكد النخب على الحذر من الشعب والذي تؤدي اختياراته إلى العديد من المشاكل؛ ويرجع ذلك التوجه إلى وصول الفاشية من خلال الديمقراطية؛ وعلى ذلك فإن نظرتهم تتمثل في وصف الديمقراطية بالأمر المهم بشرط أن يتخلى الشعب عن صلاحياته.[48]

ترى “شنتال موف” أن التوقيت الحقيقي لصعود الشعبوية كان في أعقاب الحرب الباردة، متزامنة مع تراجع الأحزاب الأيديولوجية والتي كانت لها القدرة على الإصلاح الاجتماعي من خلال توحيد المطالب الشعبية. كما ترى أن الشعبوية صعدت أيضاً عبر الأحزاب التي ظفرت بالسلطة عن طريق الديمقراطية، لذا كان من الضروري ظهور الشعبوية لوضع حد لإخفاق أحزاب اليسار التقليدية، وقمع ظهور حركات يمينية أخرى أو صعود أيديولوجيات جديدة. كما تري شنتال أن صعود ديمقراطية الشعبوية يمثل إلهاماً لاتحاد المطالب الديمقراطية في إرادة جمعية لبناء ” نحن الشعب” والذي يواجه الخصم المشترك وهو “الأوليجاركية”، مما يؤدي لصعود الديمقراطية وترسيخها.[49]ويرى سيمون تورمي أن الشعبوية ترمي إلى حل المشكلات ولا تقوم باختلاقها وافتعالها،[50]ولكنها تزيل الغطاء عن المشاكل التي لم تستطيع المؤسسات التمثيلية حلها.

وترى ناديا أوربيناتي أن مؤيدي الشعبوية يقومون بعرض قضاياهم من خلال الوقوف ضد المشروعين الأساسيين للجماعة الدولية وهما: المشروع الذي نتج عنه أشكال الحوكمة الدولية الإقليمية مثال: المحاولات شبه الاتحادية داخل الاتحاد الأوروبي، ومشروع الأحزاب والتي تقوم على الخطط الليبرالية لإنتاج محيط اجتماعي أكثر ديمقراطية؛ وظهرت تلك المشروعات في أعقاب عام 1945 على النهج المتوارث من عصر التنوير في محاولة للدمج ما بين السلام من ناحية، والحرية السياسية من ناحية أخري.[51]

 فقد صور منظرو الشعبوية فى مشروع الأحزاب أن إخفاق احزاب اليسار التي تقوم على الخطط الليبرالية أن صعود بعض الشعب الدرج الاجتماعي ووصولهم إلى الطبقة الوسطى يرجع إلى اليسار؛ حيث قاموا باتهام الأحزاب اليسارية بالتحالف مع سياسة الخصخصة النيوليبرالية، مما نتج عنه سقوط برامج دولة الرفاه. وتماشياً مع نظرية أرسطو في المسببات الاجتماعية لـ “الديماغوجية” والتي تقوم على أن رخاء الأغلبية يخلق الطبقات الوسطى ويقوم بتعزيز الديمقراطية. وبناءً على ذلك فإن تلك الأحزاب اليسارية ظلت تمارس مهمة تمثيل أجزاء من الطبقات الدنيا والوسطى؛ والتي تقوم دائماً بحماية وضعها عن طريق قطع الطريق أمام الطبقات الأقل منها خوفاً من تأثرها بهم وانزلاقها لمحيطهم فكان ذلك سبب أخر لظهور الشعبوية لتمثيل الفئات المهمشة .[52]

نتائج الدراسة

– من خلال السياق التاريخي ولدت الشعبوية فى عصور المشاركة الشعبية والتحشيدات الاجتماعية والتعبئات السياسية، ومع تنوعها واختلافها واختلالها فكان انبثاقها مع الأزمات الأولية للديمقراطية التمثيلية وتزايد حالات الصراع والتنافس على السلطة من خلال تفاعل ميكانيزمات الديمقراطية التمثيلية التي تركت الشعب وحيداً يواجه المتصارعين على السلطة وقبضهم على مقاليدها.

– الشعبوية ايديولوجيا ضعيفة المركز تريد لنفسها أن تكون نقدية تواجه كل الفاعلين السياسيين ،لأنها تراهم غير كفء وينقصهم الأخلاق ويفتقدوا علاقتهم المباشرة مع الشعب ، فتتحدي وتفرض الشعبوية نفسها بقوة على الايديولوجيات الجديدة المثيرة للقلق وكان ذلك عند أول ظهورها في منتصف القرن التاسع عشر، أما عن الايديولوجيات التي سقطت وعلى وجه الخصوص تلك التي كانت إبّان الحقبتين الثانية والثالثة للشعبوية فكانت تري سقوط تلك الايديولوجيات لتحدي الشعب لها ،لأنه علي فطرته السليمة يناهض العقائد والمذاهب الهدامة كحارس أمين للتقاليد السليمة والعقائد الصحيحة بل الشعب هو الهوية الحقيقية أمام كل الاكاذيب والادعاءات.

– من الأسباب الرئيسة التي ساعدت على إثارة الأفكار الشعبوية، فقد ثقة الشعب فى استجابة النظام السياسي لمطالبه، ولكن تتزايد الحماسة لدى المواطنين بالأفكار الشعبوية عند عدم استجابة الأحزاب السياسية والحكومات لهم، وتكون النقطة الجوهرية هو شعور الشعب بتخلي الفاعليين السياسيين عنه مما يجعله يشعر بالمظلومية ويؤول الحوادث السياسية وفقا لخريطة ذهنية شعبوية، وتكون النتيجة يقينية مفادها إن النخبة (الفاسدة) لا تهتم إلا بمصالحها وأن مصلحة الشعب (الحقيقي) لا تهمها اطلاقاً.

– تتنوع المقاربات لفهم ودراسة الظاهرة الشعبوية  ونرى أن من أفضل الطرق هي المقاربة الفكرية بوصفها أيديولوجيا (بالرغم أنها جزئية ومضيفة للأيديولوجيات أخرى ) تتيح لنا دراسة جانبي العرض والطلب للسياسات الشعبوية ، فمعظم المقاربات الأخرى تهتم بدراسة الظاهرة الشعبوية بكونها أسلوباً سياساً، أو أسلوباً استراتيجياً لقائداً ذو كاريزما ولكن المقاربة الفكرية تتيح فهم ودراسة كيفية تلقى الجماهير الأفكار الشعبوية  وهذا هو الطلب الشعبوي ومن خلال ذلك يمكن فهم أسباب ظهور الشعبوية وكيفيه وضع استراتيجيات تساعد الأنظمة الديمقراطية لتعامل معها .

المراجع:

أولا المراجع باللغة العربية

  • اندرياس شيدلر ، انتخابات بدون ديمقراطية ، “قائمة التلاعب”، مجلة الديمقراطية نشر بتاريخ 13/4/2002.
  • برتران بادي ودومينيك فيدال 2019،عودة الشعبويات أوضاع العالم 2019 ،ترجمة نصير مروه، مؤسسة الفكر العربي ،الطبعة الأولي.
  • تاكيس س. باباس (2021):الشعبوية والديمقراطية الليبرالية تحليل نظري مقارن، ترجمة عومرية سلطاني،الشبكة العربية للأبحاث والنشر،الطبعة الأولى.
  • عزمي بشارة 2019 ،فى الإجابة عن سؤال : ما الشعبوية ؟ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ،ط1.
  • كاس مود، كريستوبل كالتواسر (2020): مقدمة مختصرة في الشعبوية، ترجمة: سعيد بكار ومحمد بكار، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى.
  • مولر٢٠١٧، ما الشعبوية؟ ترجمة رشيد بوطيب منتدى العلاقات العربية والدولية،ط1.
  • ناديا اوربيناتي 2020″أنا الشعب “كيف حولت الشعبوية مسار الديمقراطية، ترجمة عماد شيحة، دار الساقى، ط1.

  ثانياً: المراجع باللغة الإنجليزية

1-Alberto Alesina “ The New Macro Political Economy” . By Francesco Forte ,Sapienza University of Rome,press December 2012,Atlantic Economic Journal 40(4) Dol:10.1007/s11293-0129339-x.  

2- AndrzejWaLicki:” Russia” ionnescu and gellner, populism, pp.62-9; Richard Hofstadter (1956):” The age of reform, New York; Alfred A. knopef, Taguieff: “le populisme et la science politique.

3- Benjamin De Cleen, “Populism and nationalism”, in The Oxford Handbook of Populism Edited by Crisobal,Taggart, Paulina Ochoa Espejo,and Pierre Ostiguy Print Publication Date:Oct 2017,Online Publication Date :Nov2017 Dol:10.1093/oxfordhb/978019803560.013.18.

 

4-Bojan Bugaric, “The two faces of populism: between authoritarian and democratic populism”, German Law Journal, vol. 20 (3) (2019).

5- Boaventura de Sousa Santos, “Globalizations”, Theory, Culture and Society, vol. 23, Nos. 2–3 (2006).

6- Benjamin Moffitt, “How to perform crisis: A model for understanding the Key  role of  crisis in contemporary populism, ”in :Government and Opposition,50/2015. Carlos de la Torre 2010  ,Populist Seduction in Latin America.

7- Berlin: “te DefnePopulism”, Published online by Cambridge University Press :28 March (2014).

8- Carlos de la Torre 2010  ,Populist Seduction in Latin America.

9- Compmission Report 911.

10- Canovan, “Taking Politics to the People :Populism as the Ideology Of Democracy” January2002 Dol:10.1057/9781403920072-2 In book: Democracies and the Populist Challenge pp.25-30

11- Catherine  Dupre , “ Uconsitutional Constitution A timely conc ept, “ in :Constitutional Crisis in European Constitutional Area ,2015.

12- Cas Mudde, “The populist Zeitgeist”, Government and Opposition, vol. 39, No. 4 (September 2004).

13- David Landau, “Populist constitutions”, The University of Chicago Law Review, vol. 85, No. 2 (2018), p. 521 Theunis Roux, “Constitutional populism in South Africa”, case study, Constitutional Populism Project, 31 March 2020.

14- Donatella della porta ,Can Democracy Be Saved ?(Cambridge :Polity Press,2013); Larry Diamond and Leonardo Morlino ,eds., Assessing the Quality Of Democracy (Baltimore :Johns Hopkins University Press,2005.

15- Edward A. Shils (1954): ”populism and the Rule of law” University of Chicago law school conference on jurisprudence and politics, conference series, no15.

16-Frank A. Stengel ,David B, Macdonald and Dirk Nabers 2019 ”Populism and World politics’Exploring Inter-and Transnational Dimensions,Global Political Sociology ,ISBN 978-3-030-04620-0,ISBN978-3-030-04621-7(e Book) https://doi.org/10.1007/978-3-030-04621-7   

17- Francis Fukuyama 2014, Political Order and Political Decay.

18- Frank Decker, Bernd Heningsen & Kjetil A. Jakobson ,”Revolte von Rechts,” in: Rechtspopulismus  und Rechtsextremismus in Europa :Die Heraushorderung der  Zivilgesellschaft  durch alte Ideologien und neue Medien,2015.

19- Giles Merritt, Slippery Slope. Britain and Europe, s Troubled Future, Oxford University press, Oxford,2017.

20- Giorgos Venizelos, “Left-wing populism? In Europe? Yes, please!”, European Political Science (2020).

21- H.  Ertrug Tombus, Erdogan, s Turkey: Beyond legality, in:http// researchturkey-beyond-legitimacy-and –legality.

22- Hannah Arendt, The Origins of Totalitarianism ,Publisher Nabu Press,2nd ed,Publication8/9/2011 .

23- Indu Ratra, “Case for progressive populism: a fresh Indian initiative”, Socdem Asia Quarterly, vol. 6, No. 3 (December 2017).

24- Ignazi, Piero. “The Silent Counter –Revolution: Hypotheses on the Emergence of Extreme Right-wing parties in Europe.” European journal of Political Research .vol.22,no.1(1992).

25- Ian Bremmer, Us vs. Them: The Failure of Globalism (New York, Portfolio Penguin, 2018).

26-John B. Allcock (2019):” populism; A Brief Biography,” sociology, vol.5, no.3(September 1971), accessed on 12-11.

27- Jowett and O, Donnell (2012) Propaganda and Persuasion.

28- Joseph E. Stiglitz, Globalization and Its Discontents (New York, W.W. Norton, 2002).

29- Jose Pedro Zuquete, “The missionary politics of Hugo Chavez,”in: Latin American Politics and Society ,50/2008.

30- Jordan Kyle and Limor Gultchin, “Populism in power around the world”, paper (London, Tony Blair Institute for Global Change, November 2018.

31- Jan Werner Müller; “qu’est ce que le populisme? Définir enfin la menace”. traduction: frédéric joly. Gallimard,2016.

32- Kazin, “Trump and American populism: old whine, new bottles”, Foreign Affairs, No. 5 (November/December 2016).

33- Lucie Calléja, Populism Is Meaningless ,By reducing The term to a political Pejorative, we risk rendering it worthless By Yasmeen Serhan ,Press  The Atlantic, 14 March 2020.

34- Laclau (2005): On Populist Reason, First Published by Verso 2005.

35- Muller, Jan-Werner. “Defending Democracy within the Eu.” Journal of Democracy. 24,no.2(2013).

36- Mudde, Cas & Kaltwsser,  “Populism in Europe and the Amercas” ,Threat Or Corrective for Democracy ,Cambridge University ,Press 2012.

39– Mudde, Cas, 2002, The ideology of the extreme right. Manchester Univ.Press.   htts://nbn-resolving.org/urn:nbn:de:0168-ssoar-270852.

40- Margaret Canovan,” Popu Jordan Kyle and Limor Gultchin, “Populism in power around the world”, paper (London, Tony Blair Institute for Global Change, November 2018).

41-Matthijs Rooduijn, Tjitske Akkerman , Flank attacks :Populism and Left- right radicalism in Weastern Europe  First Published July 23,2015 ,Party Politics 23 (3),193-204,2017 , Research Article https://doi.org /10.1177/135406

42- Nataliya A. Vasilyeva and Maria L. Lagutina, The Russian Project of Eurasian Integration: Geopolitical Prospects (Lanham, MD: Lexington Book, 2016).

43- Neil Walker, “Populism and constitutional tension”, International Journal of Constitutional Law, (April 2019).

44- PAOLO COSSARINI and FERNANDO VALLESPIN,2019, Populism and Passions, Democratic –Legitimacy after Austerity ,( Publisher Routledge ,Edition 1st ,Publication 29, May ,2019.

45- Peter Mair (2013): Ruling the Void, The Hollowing of Western Democracy Publisher Verso, Publication date August 6,2013.

46- Pierre-Andre TAGUIEFF, la REVANCHE du nationalisme,op. cit.

47- Roy Kemmers, Jeroen van der Waal & Stef Aupers, “Becoming Poilitically Discontented: Anti-establishment careers of Dutch nonvoters and PVV voters,”in: Current Sociology,1/8/2015.

   48-Robert S .Jansen,.Populist Mobilization :A New Theoretical Approach to Populism sociology theory vol.29,No.2(june 2011),pp.75-96(22 pages)published by:American  sociological associatio

49- Saymu Turmi  2018,”Populism :Democracy,s Pharmakon?, “Political Studies 39,no.3.

50- Serge Ricard, “The Trump phenomenon and the racialization of American politics”, Revue LISA, vol. 16, No. 2 (20180.

51- Seymour Martin Lipset, “Political Man”; the Social Bases of Politics, New York; Doubleday and Co, 1960); Martine Trow, “Small Businessmen, Political Tolerance, and Support for McCarthy,” American Journal of Sociology, no. 3 (November 1958).

52- Tom Dowe (1997): “The Netizen: News You Can Abuse,” Wired, January,1997.

53-Thomas Hobbes on Human Rights and Its Relevance to The Populist Movement in Indonesia ,Robertus Wijanarko &F.X. Armada Riyanto  ,Journal IImu Politik Vol.12, No.2,2021,  Received 22/11/ 2020 ,Revised:7/8/ 2021, Published:29/10/2021

54- Taggart, Paul, The New Politic(macmillan,1996)Populism (Open University Press,2000).

55- Vedi R. Hadiz and Angelos Chryssogelos, “Populism in world politics: a comparative cross-regional perspective”, International Political Science Review, vol. 38, No. 4 (2017).

56- Wolfgang Munchau, “Populism in Argentina”, in Stockemer, ed., Populism Around the World & Jan Nederveen Pieterse ,What do People Want ? Soundings :An Interdisciplinary Journal 2019 ,102 (2-3):111-127.http://doi.org /10.5325/soundings.102.2-3.0111.

57- Yves Sintomer (2013): “The Meanings of Political Representation: Uses and Misuses of a Notion,”Raisona Politiques 50, no.2.

[1]  Cristóbal Rovira Kaltwasser and others, “Populism: an overview of the concept and the state of the art”, in The Oxford Handbook of Populism, Cristóbal Rovira Kaltwasser and others, eds. (Oxford, Oxford University Press, 2017), p. 6.

[2]كاس مود، كريستوبل كالتواسر (2020): مقدمة مختصرة في الشعبوية، ترجمة: سعيد بكار ومحمد بكار، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، ص45.

[3]  The Oxford Handbook of populism; 2017,  pp 60-61

[4] Yasmeen Serhan, “Populism is meaningless: by reducing the term to a political pejorative, we risk rendering it worthless”, The Atlantic, 14 March 2020؛ انظر أيضا، Lucie Calléja, “The rise of populism: a threat to civil society?”, E-International Relations, 9 February 2020، على الرابط www.e-ir.info/2020/02/09/the-rise-of-populism-a-threat-to-civil-society/؛ و Neil Walker, “Populism and constitutional tension”, International Journal of Constitutional Law, vol. 17, No. 2 (April 2019).

[5]Weyland Kurt.2013, “Threat from the Populist Left.”, Journal of Democracy 24 (3) p18-32.

[6] Cas Mudde, “The populist Zeitgeist”, Government and Opposition, vol. 39, No. 4 (September 2004), p. 543.

[7]ناديا أوربيناتى 2020 ، أنا الشعب.. كيف حولت الشعبوية مسار الديمقراطية، ترجمة: عماد شيحة، دار الساقي، الطبعة الأولى ، ص16.

[8]Jan Werner Müller; “qu’est ce que le populisme? Définir enfin la menace”. traduction: frédéric joly. Gallimard,2016,p.17.

[9]تاكيس س.باباس (2021): “الشعبوية والديمقراطية الليبرالية” تحليل مقارن، ترجمة: عومرية سلطاني، ط الأولى، ص بيروت،ص17.

[10]John B. Allcock (2019): ”populism;A Brief Biography,” sociology, vol.5,no.3(September 1971), pp.372-373, accessed on 12-11.

see also: Edward A. Shils (1954): ”populism and the Rule of law” University of Chicago law school conference on jurisprudence and politics, conference series, no15,p.103.

[11]  Hannah Arendt, The Origins of Totalitarianism ,Publisher Nabu Press,2nd ed,Publication8/9/2011 pp. 241-242

[12]  كاس موده-وكريستوبل وفيرا كالتواسر، 2020،مرجع سابق،ص24.

[13] Michael Kazin, “Trump and American populism: old whine, new bottles”, Foreign Affairs, vol. 95, No. 5 (November/December 2016).

[14]Seymour Martin Lipset, “Political Man”; the Social Bases of Politics, New York; Doubleday and Co, 1960), pp. 167-170; Martine Trow, “Small Businessmen, Political Tolerance, and Support for McCarthy,” American Journal of Sociology, vol. 64, no. 3 (November 1958), p. 376.

[15] PAOLO COSSARINI and FERNANDO VALLESPIN,2019 , Populism and Passions, Democratic –Legitimacy after Austerity ,( Publisher Routledge ,Edition 1st ,Publication 29, May ,2019 , pp ,148-161.

[16] النارودنيك: حركة مناهضة للإقطاع مهدت الطريق أمام الرأسمالية الوطنية ولقد التزم النارودنبون بمبادئ تضمنت بعض عناصر الاشتراكية الطوباوية أي أنهم مزجوا مطالب البرجوازية-ديمقراطية (الأرض والحرية)،بشعارات مبرمجة تخطت في بعض الأحيان الديمقراطية البرجوازية ودعت إلى تطور غير رأسمالي اشتراكية الأرض حظر العمل المأجور هذه “الاضافات”التي”تمايزت عن الديمقراطية بقدر ما كانت تكملة لها “فقد رافقت الحركة النارودنية في جميع مراحل تطورها.

[17]Jordan Kyle and Limor Gultchin, “Populism in power around the world”, paper (London, Tony Blair Institute for Global Change, November 2018).  

[18]AndrzejWaLicki:”Russia” ionnescu and gellner, populism, pp.62-9; Richard Hofstadter (1956): ”The age of reform, New York; Alfred A. knopef, Taguieff: “le populisme et la science politique.

[19]Margaret Canovan, ”Populism”(New York: Harcourt brace jovanovich,1981); CasMudde, “The populist Zeitgeist,” Government and Opposition39,no3,2004, 541-563.

[20]Berlin: “te DefnePopulism”, Published online by Cambridge University Press :28 March (2014), p.138.

[21]ناديا أوربيناتي (2020): أنا الشعب.. كيف حولت الشعبوية مسار الديمقراطية، ترجمة: عماد شيحة، دار الساقي، الطبعة الأولى، ص 38.

[22]  كانت حركة شديدة المحافظة ،مؤيدة للملكية ،و بدون قيادة ،وجذبت إليها الفلاحين الجنوبين فى إيطاليا ،وشاركت الحركة فى انتخابات التشريعية لعام 1946 وفزت (بنسبة 5,3% من الأصوات الوطنية )ولكن سرعان ما تم استيعابها من فبل الديمقراطيين المسيحيين الصاعدين (يراجع على سبيل المثال Tacrhi2003).

[23]   أنشأ “بيار بوجادي “الاتحاد من أجل الدفاع عن التجار والحرفيين ”  (UDCA) وكان صاحب مكتبة صغيرة ،للتعبير عن الاستياء والغضب الاجتماعي  والدفاع عن المصالح الاقتصادية لأصحاب المتاجر والطبقات الدنيا والوسطى  التي تواجهه تسارع حركة التطوير فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية فى المجتمع الفرنسي (Hoffman1956,Boulier2006,souillac,2007) .وتصدى الاتحاد لأنهار الاستعمار الفرنسي لإفريقيا عارض مركزية الدولة ،والصناعة والتمدين ،والليبرالية السياسية وعلى المستوى الوطني كل جبهة لكراهية الأجانب ومعاداة السامية وفاز فى انتخابات 1956 (بنسبة 12,6% من الأصوات ) واتنين وخمسون مقعد فى البرلمان الفرنسي وكان من نوابه “جان ماري لوبان ” ولكن اختفت الحركة عام 1958 مع تدشين “شارل ديجول ”  للجمهورية الخامسة وبسبب فقدان “بوجاد”  نفسه للشخصية الكاريزمية ولك أفكار الحركة حاضرة فى المجتمع الفرنسي ومع استمرا حضور “جان ماري لوبان السياسي ” ،الذى عاد للمشهد السياسي الفرنسي كمؤسس وزعيم للجبهة الوطنية .

[24]  تاكيس س.باباس 2021،الشعبوية والديمقراطية الليبرالية :تحليل نظري مقارن ،ترجمة عومرية سلطاني، الشبكة العربية للأبحاث والنشر ،الطبعة الأولى ،ص 46.

[25]برتران بادي ودومينيك فيدال (2019): عودة الشعبويات، ترجمة: نصير مروة، مؤسسة الفكر العربي، ص16-17.

[26] Mudde, Cas , 2002,The ideology Of the extreme right . Manchester Univ.Press, p,219.   htts://nbn-resolving.org/urn:nbn:de:0168-ssoar-270852

[27] Mudde ,Cas & Kaltwsser,  “Populism in Europe and the Amercas” ,Threat Or Corrective for Democracy ,Cambridge University ,Press 2012.p9.

[28]ناديا أوربيناتي 2020: أنا الشعب، كيف حولت الشعبوية مسار الديمقراطية، مرجع سابق، ص36-37.

[29]المرجع السابق، ص38.

[30]ناديا أوربيناتي2020: أنا الشعب.. كيف حولت الشعبوية مسار الديمقراطية، مرجع سابق،ص34.

[31]  المرجع السابق :ص 34.

[32] see also, Vedi R. Hadiz and Angelos Chryssogelos, “Populism in world politics: a comparative cross-regional perspective”, International Political Science Review, vol. 38, No. 4 (2017), p. 400.

[33]  Serge Ricard, “The Trump phenomenon and the racialization of American politics”, Revue LISA, vol. 16, No. 2 (2018), pp. 1–28.

[34] Ibid

[35]تاكيس س.باباس (2021):الشعبوية والديمقراطية الليبرالية: المرجع السابق، ص215-218.

[36]  يان فيرنر مولر (2017): ماالشعبوية؟ ترجمة رشيد بوطيب منتدى العلاقات العربية والدولية،ط1،ص100

[37] المرجع السابق ،ص101.

[38] المرجع السابق  ، ص102.

[39] Peter Mair 2013 “ , Ruling  the void .the Hollowing of Western Democracy”, Publisher Verso, Publication date August 6,2013,pp100-115..

[40]فيرنر مولر (2017): ماالشعبوية؟, ص102.

[41]تاكيس س.باباس (2021):الشعبوية والديمقراطية الليبرالية، مرجع سابق،ص145

[42]Canovan, “Taking Politics to the People :Populism as the Ideology Of Democracy” January2002 Dol:10.1057/9781403920072-2 In book: Democracies and the Populist Challenge pp.25-30.

[43]  ناديا أوربيناتى  2020،ص178

[44] Frank Decker, Bernd Heningsen & Kjetil A. Jakobson ,”Revolte von Rechts,” in: Rechtspopulismus  und Rechtsextremismus in Europa :Die Heraushorderung der  Zivilgesellschaft  durch alte Ideologien und neue Medien,2015,13-25

[45] Catherine  Dupre , “ Uconsitutional Constitution A timely conc ept, “ in :Constitutional Crisis in European Constitutional Area ,2015,351-370.

[46] Ibid,pp,351-370.

[47] مولر٢٠١٧، ما الشعبوية؟  ص١٠٦-١١٦. 

[48]  المرجع السابق ،. ص١٠٦-١١٦. 

[49] Chantal  Mouffe 2018,” For a Leftist Populism” (London : Verso ,2018),p.24  

[50] Saymu  Turmi  2018,”Populism :Democracy,s Pharmakon?, “Political Studies 39,no.3 :pp,260-273.

[51] ناديا اوربيناتي  2020″أنا الشعب “كيف حولت الشعبوية مسار الديموقراطية ،ترجمة عماد شيحة ،دار الساقى 1 ،ص 310.

[52]  Donatella della porta ,Can Democracy Be Saved ?(Cambridge :Polity Press,2013); Larry Diamond and Leonardo Morlino ,eds., Assessing the Quality Of Democracy (Baltimore :Johns Hopkins University Press,2005.

كلمات مفتاحية